أين البشير؟.. سؤال يشغل بال السودانيين مع استمرار القتال
مع دخول القتال في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع يومه الأربعين، يتساءل السودانيون عن مكان عمر البشير، المطلوب من محكمة الجنايات الدولية، والذي كان يحاكم في الخرطوم في جرائم تصل عقوبتها إلى الإعدام في أعقاب الإطاحة به في أبريل 2019.
وبعد أسبوع من اندلاع القتال في منتصف أبريل، تحدثت أنباء عن نقل البشير بمروحية عسكرية من إحدى المستشفيات إلى جهة مجهولة، لكن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ألمح في تصريحات صحفية عن وجوده في “مكان آمن” دون أن يحدد ذلك المكان.
ويعتقد مراقبون أن أنصار البشير عملوا على تهريبه، مستغلين حالة الفوضى العارمة التي تعيشها الخرطوم حاليا، والتي أدت إلى إخراج أكثر من 10 آلاف سجين، بينهم عدد من مساعدي البشير الذين كانوا يحاكمون معه، ولا يعرف مكان وجودهم حتى الآن.
وإضافة إلى تهمة انقلاب 1989 يواجه البشير تهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال حرب دارفور التي اندلعت في العام 2003 واستمرت نحو 17 عاما وشهدت أعمال قتل واغتصاب وحرق ونزوح ولجوء طالت أكثر من مليوني شخص.
وفي حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، عبّر عضو هيئة الاتهام في قصية انقلاب 1989 التي يحاكم فيها البشير ومساعديه، المعز حصرة، عن اعتقاده بتهريب البشير لخارج السودان.
وأضاف حصرة: “هناك جهات كانت تعمل على إجهاض محاكمة البشير. نحن كهيئة اتهام لا نعرف شيئا عن مكان وجوده”.
وكانت قوة مسلحة لا تعرف هويتها حتى الآن، قد أقدمت بعد أيام قليلة من اندلاع الفتال على اقتحام سجن كوبر في شمال الخرطوم، وإخراج جميع من كانوا بداخله بما فيهم كبار مساعدي البشير.
تداعيات اختفاء البشير
فيما استبعد محللون وجود أي قيمة للبشير في المعادلة الحالية بالسودان الذي يعيش حربا طاحنة، يرى آخرون أنه ربما يكون قد تحول إلى ورقة في يد بعض الأطراف.
الناشط الدارفوري علي حسن، أشار إلى التداعيات الكبيرة التي يمكن أن تترتب على اختفاء البشير، قائلا لموقع “سكاي نيوز عربية”: “البشير مطلوب دوليا في جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في دارفور وعدد من مناطق البلاد الأخرى، لذلك لا يمكن تبسيط مسالة اختفائه”.
وأوضح أن “المحكمة الدولية ستسعى للحصول على أي معلومات قد تفيد في معرفة مكان وجوده لأنها ظلت تطالب بتسليمه طوال الفترة الماضية”.
وتابع قائلا: “ضحايا الحرب في دارفور سيظلون يتابعون أي خيط قد يدل على مكان وجود البشير بغض النظر عن احتمالات الأوضاع في المرحلة المقبلة”.
وعلى الجانب الآخر، يرى المحلل السياسي شوقي عبد العظيم أن مسألة مصير البشير ستحدد بناءً على ما يمكن أن تسير عليه الأوضاع في السودان خلال الفترة المقبلة.
وقال عبد العظيم في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن البشير “لم يعد ورقة رابحة حتى بالنسبة لمؤيديه”، مشيرا إلى أنه سيصبح “عبئا كبيرا على أي جهة يمكن أن تتسلم الحكم في البلاد خلال الفترة المقبلة”.
ومنذ أكثر من 5 أسابيع، تعيش العاصمة السودانية الخرطوم حالة من الفوضى والانفلات الأمني بسبب الاشتباكات العنيفة المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي أدت إلى تعطيل الحياة العامة في مجمل أنحاء البلاد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.