ارتفاع ضحايا مظاهرات الخميس في مناطق الخرطوم الثلاث إلى 9 قتلى والأمم المتحدة قلقة من استخدام القوة ضد المتظاهرين
أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية ارتفاع ضحايا مظاهرات “مليونية 30 يونيو” أمس الخميس في مناطق الخرطوم الثلاث إلى 9 قتلى، في حين أعربت الأمم المتحدة عن “القلق الشديد” إزاء مواصلة قوات الأمن استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين.
وقالت اللجنة في صفحتها الرسمية على فيسبوك إن 7 قتلوا في أم درمان بينما قتل اثنان في الخرطوم، مشيرة إلى أن معظم الضحايا سقطوا بالرصاص الحي.
كما قالت لجنة أطباء السودان المركزية للجزيرة إن أكثر من 500 متظاهر أصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي وعبوات الغاز المسيل للدموع.
وقدر شهود بعشرات الآلاف عدد المتظاهرين في مناطق الخرطوم الثلاث (الخرطوم وأم درمان وبحري). وتأتي مظاهرات أمس رفضا للحكم العسكري، وللمطالبة بتأسيس حكم مدني، وبالقِصاص من قتلة المتظاهرين.
وكان مراسل الجزيرة قال إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيّل للدموع لتفريق مظاهرة في منطقة شروني قرب القصر الجمهوري وسط الخرطوم.
ووفقا لجنة أطباء السودان المركزية، فإن العدد الكلي للقتلى الذين أحصتهم منذ استيلاء الجيش على السلطة يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد وصل إلى 112 شخصا، وقد وصفتهم اللجنة بـ”شهداء الحق والحقيقة”.
قلق الأمم المتحدة
وفي مؤتمر صحفي بنيويورك، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “أعلنا موقفنا من قبل، وسوف نستمر في إعلانه.. نحن منزعجون وقلقون بشدة إزاء مواصلة استخدام القوة المفرطة والذخيرة الحية من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين في السودان”.
وأضاف أنه يجب السماح للناس بالتعبير عن آرائهم في حرية، وأن على قوات الأمن في أي دولة أن تدافع عن هذا الحق.
ورأى دوجاريك أن الطريق الوحيد للمضي قدما أمام السودانيين يمر عبر تسوية سياسية بأسرع ما يمكن، موضحا أن رئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس أصدر قبل يومين بيانا أكد فيه أنه “لن يتم التسامح مع العنف ضد المتظاهرين”.
مظاهرات في أنحاء البلاد
وذكرت وكالة الأناضول أن المظاهرات التي دعت لها “لجان المقاومة” خرجت بمدن أم درمان (غربي العاصمة)، والأبيض (جنوب)، وود مدني والحصاحيصا (وسط)، والقضارف وبورتسودان (شرق)، وعطبرة (شمال).
وحمل المتظاهرون الأعلام السودانية وصورا لضحايا الاحتجاجات، مرددين شعارات تطالب بالحكم المدني الديمقراطي، و”إسقاط الحكم العسكري”، و”تحقيق العدالة” لضحايا الاحتجاجات.
وأفاد نشطاء سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي بأن بعض المناطق في الخرطوم شهدت انقطاعا للاتصالات وشبكة الإنترنت، كما تداولوا صورا لمواجهات، وقالوا إن قوات الأمن فرقت بالقوة مظاهرة قرب القصر الجمهوري وسط العاصمة.
ومنذ صباح الأربعاء، شهد عدد من مناطق مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم وأم درمان وبحري، انتشارا كثيفا لقوى الأمن تركز حول المقار السيادية والجسور، إضافة إلى عمليات تفتيش دقيقة للعابرين للجسور.
الدعوة للتظاهر
وسبق أن نشرت قوى الحرية والتغيير بيانا تحت عنوان “الشعب ينتصر والانقلاب ينهزم”، وقالت فيه إن “الشعب يسطر ملحمة جديدة من ملاحم التحرر الوطني والثورة ضد الظلم والاستبداد”، مشيرة إلى خروج ملايين المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد رفضا لما سمته الانقلاب.
ونظم حزب المؤتمر السوداني الأربعاء عدة فعاليات لدعوة المواطنين إلى التظاهر والمشاركة في “مليونية 30 يونيو”، مطالبا بمواصلة التظاهر حتى “استعادة مسار الانتقال الديمقراطي” في السودان.
دعم غربي
من جهة أخرى، قال بيان مشترك لسفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا والنرويج وسويسرا واليابان في الخرطوم -نشرته السفارة الأميركية الأربعاء عبر تويتر- إن الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية تظهر أن الشعب السوداني يريد الانتقال الديمقراطي.
كما حثّ البيان جميع الأطراف في السودان على ضبط النفس وحماية المدنيين.
واعتاد السودانيون على إحياء ذكرى وصول الرئيس المعزول عمر البشير للحكم عام 1989، في 30 يونيو/حزيران، عندما أطاح بحكومة رئيس الوزراء الراحل الصادق المهدي. ثم في عام 2019 حددت القوى المدنية هذا التاريخ للتظاهر، أي بعد نحو 6 أسابيع من إزاحة البشير، للتنديد بمجزرة فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم.
ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي، وترفض إجراءات استثنائية اتخذها آنذاك عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، ويعدها الرافضون انقلابا عسكريا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.