الأمم المتحدة: تصاعد أعمال العنف في غرب السودان
أعلن مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن هناك زيادة كبيرة في أعمال العنف في إقليم دارفور، جراء القتال الدامي الذي خلّف عشرات القتلى والجرحى في غرب دارفور. وبحسب تقارير دولية، يجرى هذا الاقتتال تحت نظر القوات الحكومية. وذكر المكتب، في تقرير أمس، أن الوضع الأمني العام في دارفور وولايتي جنوب وغرب كردفان منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي يشهد توتراً متصاعداً أدى إلى نزوح نحو 83 ألف شخص بسبب الصراع بين المجتمعات المحلية في وسط وشمال وغرب دارفور. وأشار التقرير إلى أن النازحين المتضررين لم يتلقوا بعد المساعدات الإنسانية التي تشمل الاحتياجات الرئيسية من مساعدات غذائية وصحية وماء بسبب النزاع وانعدام الأمن.
وفي غضون ذلك، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في دارفور، إن ميليشيات «الجنجويد» اغتالت أول من أمس عز الدين آدم (يبلغ من العمر 20 عاماً) في منطقة كولقي بولاية وسط دارفور. وذكر البيان أن ميليشيات «الجنجويد» اختطفت في ذات اليوم رمضان محمد أبكر (30 عاماً)، وهارون إسحاق (40 عاماً)، وهما يعملان في الزراعة بولاية غرب دارفور، كما تعرض 4 نازحون، من بينهم امرأة، للضرب والإهانة ونهب ممتلكاتهم وحرق العربة التي تقلهم في الطريق الرابط بين نيالا والضعين بولاية جنوب دارفور، بواسطة 3 جناة من ميليشيات الجنجويد.
وقال المتحدث الرسمي باسم النازحين، آدم رجال، إن تزايد الاقتتال والعنف يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ما يجري في إقليم دارفور، ولا سيما غرب وشمال ووسط وجنوب دارفور، عملية منظمة وممنهجة من قبل ميليشيات «الجنجويد» التي تدعمها الحكومة السودانية. وأضاف آدم رجال أن إقليم دارفور أصبح كالجحيم، والوضع الأمني فيه هش، وفشلت الحكومة السودانية في توفير الأمن ومحاسبة المجرمين الذين يرتكبون الانتهاكات ضد النازحين والمدنيين في الإقليم.
في غضون ذلك، أشارت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية إلى تجدد الهجمات على المدنيين في دارفور، داعية الأمم المتحدة إلى نشر مراقبين حقوقيين ذوي حضور قوي في المنطقة، منهم خبراء في الجرائم، في الإقليم المضطرب. وقالت، في تقرير بعد عام على انسحاب بعثة السلام المشتركة «يوناميد»، لقد تصاعد العنف بين المجموعات المسلحة، وفي بعض الحالات مع قوات الأمن الحكومية، وأدى ذلك لآثار وخيمة على المدنيين.وقال الباحث السوداني في «هيومن رايتس ووتش» محمد عثمان إن «عودة العنف أدت أعداد مهولة من القتلى والجرحى، ونزوح جماعي، وهدم آلاف المنازل. وعلى المراقبين الدوليين أن يركزوا مجدداً على دارفور».تقرير ت