من المؤلم أن يتحول السودان الغالي والحبيب الى مكب للنفايات الغذائية والطبية القادمة من دول العالم، فبعد ارسال الولايات المتحدة لحقنها المزعومة ضد فيروس كورونا الرهيب والتي تبين انها لم تجتز الاختبارات اللازمة الكافية، ها هي دولة الامارات العربية المتحدة ترسل شحنة من المساعدات في 9 أغسطس الى السودان، وتحديداً الى غرب دارفور، وهي عبارة عن مجموعة من الأدوية والطعام وغيرها.
لكن وكالعادة لاحظ السودانيون أن صلاحية معظم المواد الغذائية قد انتهت منذ عامين، ولم تعد صالحة للاستهلاك البشري، وأيضا الأدوية نفسها غير صالحة، رغم ان الأمر ليس بغريب لأن الدول كلها ترسل مساعدات فاسدة لكي تضرب عصفوين بحجر واحد، ولكن في هذه الحالة السودان هو العصفور الأكبر الذي يعاني من سياسة ضرب العصافير هذه.
ثم ان فالامارات العربية المتحدة دولة شقيقة عربية فكيف تفعل ذلك، يعني فعلا يا للهول. على كل حال المساعدات شيء ضروري لكن كما نعلم ويعلم المتابعون وخصوصا الصيادلة منهم، فاحيانا الدواء قد يتحول الى داء ان كان معرضا لسوء التخزين او ان صلاحيته انتهت.
صحة المواطن السوداني هي اهم شي في الوجود الزولي السوداني ولا يجوز ان تخاطر السلطات السودانية بصحة الاخوة المواطنين حتى وان كان هناك نقص بالمواد الغذائية او الأدوية، فلا يمكن الاستمرار بذلك. اصلا الافضل شراء المواد والاغذية بأسعار عالمية من ان تأتي مجانا لكن منزوعة او غير صالحة للاستهلاك البشري.
