البلدوزر هل يوقع رسمياً؟ فتح (الإطاري).. لاعبون جدد في الملعب

أعلن رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل عن رغبته في التوقيع على الاتفاق الإطاري الذي جرى التوقيع عليه بين المكون العسكري وقوى سياسية الاسبوع الماضي، وحديث الفاضل الذي جاء في سياق مؤتمر صحفي لقوى التراضي الوطني الذي يترأسه أثار جدلاً واسعاً كما حرك ساكن بركة (الاطاري).

وبالمقابل كشفت الحرية والتغيير عن تلقيها أكثر من (31) طلباً للتوقيع على الاتفاق الإطاري من أطراف سياسية مختلفة.

ولم تمض ساعات على إعلان رغبة مبارك الفاضل في الانضمام للاتفاق المبرم بين الفرقاء السودانيين حتى خرج حزب الامة القومي بتصريح رسم تساؤلات عن فتح الاتفاق نفسه.

بيان الأمة

وعقب ساعات من المؤتمر الصحفي للبلدوزر اخرج الامة القومي بياناً أعلن من خلاله ترحيبه بالتوقيع على الإطاري واعتبره حدثاً مهماً في مسار نضالات الشعب السوداني، غير أن جزئية محددة اشارت الى أن توسعة قاعدة المؤيدين للاتفاق الإطاري مع أهميتها لا تعني إغراقه بمسميات وقوى لا تؤمن بالتحول المدني الديمقراطي ولا تنطبق عليها اشتراطاته. وتم ربط هذه الفقرة بحسب مراقبين بانها رد على انضمام مبارك للاتفاق.

وثمة تساؤلات مهمة تتقافز الى الذهن تتمحور في إمكانية استيعاب قوى أخرى للاتفاق الاطاري الذي بدأ معزولاً منذ توقيعه بين العسكريين ومركزية الحرية والتغيير والشعبي والأصل وانصار السنة، وما هي معايير التحاق الراغبين الجدد بقطار الحل السياسي الذي قد يفضي لتشكيل حكومة مدنية خلال شهر ويزيد.

ويذهب الخبير والمحلل السياسي د. الكباشي البكري الى أن المحك الحقيقي للاطراف الموقعة على الاتفاق في جنوحها للحوار والتفاوض واشراك القوى السياسية المختلفة في العملية السياسية وتطبيق شعاراتها المتعددة التي تطرحها. وفي قبول الآخرين وعدم تكرار تجربة ما قبل (٢٥) أكتوبر بالإنفراد بالسلطة وممارسة الدكتاتورية المدنية والاخطاء السياسية القاتلة التي ادت لتسمم الفضاء السياسي العام وانغلاقه، وافضت الى ما افضت اليه من نتائج وفواتير كانت كلفتها عالية.

وتابع الكباشي في حديثه لـ (الانتباهة) وقال ان الضرورة تحتم على المكون العسكري الذي ظل قائده الفريق اول البرهان يردد في أكثر من محفل بما في ذلك احتفال التوقيع على الإطاري، انه مفتوح لكل القوى السياسة للمشاركة وابداء الرأي في الوصول لرؤية موحدة ومتفق عليها من الكيانات السياسة الوطنية بضرورة تطبيق وعده بشكل عملي.

معايير الانضمام

وظلت قوى المجلس المركزي تؤكد على ان الباب مفتوح لكل الراغبين في الانضمام للاتفاق، غير أنها ظلت تشترط ان اي قادم جديد لقطار الاطاري ينبغي ان يكون مؤمناً بالتحول الديمقراطي، ويرجع من مواقفه السابقة حيال اجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر التي عرفت بقرارات البرهان، في إشارة مباشرة لقوى وحركات أيدت حينها ما أقدم عليه قائد الجيش السوداني.

ويرى مراقبون أن دخول او توقيع رئيس حزب الامة مبارك الفاضل يمثل انفراجاً نسبياً في المشهد، لجهة أن الحرية والتغيير ادخلت نصاً في الوثيقة الدستورية كانت تتحدث عن ابعاد المؤتمر الوطني وكل من شاركه السلطة حتى لحظة السقوط، وسبق البلدوزر المؤتمر الشعبي وأنصار السنة، وكلها مؤشرات على توسيع دائرة المشاركة، وهي الرؤية التي يصر عليها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.

فيما يرى خبراء سياسيون ان التحاق مبارك الفاضل سيشكل حساسية بين المركزي وحزب الامة، حيث انه من المعلوم ان الصراع القديم المعلن بين الراحل الصادق المهدي ومبارك تم ترحيله الى ابناء الامام عدا عبد الرحمن، غير انه اضحى صراعاً مكتوماً مقارنة بسابق السنوات، كما أن التحاق الفاضل يمثل دفعة معنوية واسناداً للمكون العسكري، لانه ظل يردد ان القوات المسلحة هي الضامن، وظل يؤكد على ضرورة وجود المكون العسكري في المشهد.

قوى الثورة والانتقال

ويبدو أن توسعة مظلة الإطاري على الرغم من ايجابياتها الا انها قد تخلط اوراق التوازنات للمكونات داخل الاتفاق التي ميزت صفوفها بقوى ثورة واخرى مصنفة كمكونات انتقال، وهو أمر اوجد حالة من التجاذبات غير معلنة داخل التحالف، وهو ما يعني ان دخول فاعلين جدد قد يسبب بعض التعقيدات خاصة على غرار شخص مثل مبارك الفاضل الذي ظل معتداً بتجربته السياسية.

ويعود الخبير والمحلل السياسي الكباشي البكري الى أن ضمان نجاح الاتفاق يعتمد على الالتزام بسماع كل الآراء والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، وعدم تكرار تجربة (٢٥) اكتوبر التي تمسك البرهان بصحتها بل وضرورتها، فضلاً عن ضرورة التزام الآلية الثلاثية والرباعية بالايفاء بعهودهم كوسطاء بقبول القوى السياسية السودانية على حد سواء، وعدم اقصاء اي طرف من أطراف المعادلة السياسية السودانية.

واعلنت قوى الحرية والتغيير عن النظر في طلبات الانضمام المقدمة خلال اجتماع هيكلها التنظيمي الراتب لتحديد موقفهم.

ومازال قوى وتحالفات كبيرة ترفض الاتفاق المبرم بين العسكريين والمدنيين على غرار الكتلة الديمقراطية بزعامة جعفر الميرغني ومناوي وجبريل وآخرين، فضلاً عن مبادرة نداء اهل السودان، الامر الذي جعل مستقبل الاتفاق على المحك في مجابهة حالة الرفض وامكانية احداث اختراق واستعياب لاعبين جدد في الملعب، في سبيل وضع حلول للأزمة الراهنة

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.