الخرطوم مستعمرة الولايات المتحدة السودانية
في مثل هذا اليوم من يناير تمر علينا ذكرى الخرطوم التي عجت الاسافير عنها بأنها مهلكة الإنسان السوداني وموججة الصراعات والحروب الموجعة والتخلف اللامركزي عن ولايتها منذ خروج المستعمر عنها بالعام 1885م حيث توالي عليها الزعماء والحكومات بمختلف خلفياتهم الفكرية والايدلوجية.
هنا مشهد تصويري تاريخي لهذا اليوم يكتب عموماً عن مأسي أحياءها الوسطية والطرفية المسكوت عنه من تدهور البئية والبني التحتية والعمران في مبانيها وإدارتها. ولم نعرف بعد أول لبنة للخرطوم بنيت أوقطنت من سكانها وهم قد رحلوا عنا أو باقون، والتي قد سردت عبر صحائف التاريخ ويعلمها المختصون بعلم الآثار ولاانثروبيولوجيا وهذا لايهمنا في هذا المقال العام لأن كل بقاع العالم مكث سكانها بالعواصم وبمختلف طوائفهم وعقائدهم وسحناتهم وشكلوا حضاراتهم انداحوا وتعايشوا لبعض، فمن هنا الخرطوم نبع مايحلوا علي السنة السودانين بانها كرش فيل أي تبتلع كل من أتاءها دون فرز صدقت حقاً. وعلي اية حال نحن نتألم علي ماوقع علي مدننا بالتهميش من سنين عجاف إما بسبب سوء الإدارة للحكم اوطمس الملفات الاجتماعية وأثار الأجداد أو عمد المستعمر بقصد حيث لم تحزوا العاصمة كغيرها بعد.
إذن في مثل هذا اليوم نعلن أن السودان وطن حر بحوجة ماسة إلى إصحاح أوضاع ساكنيها وكل السودان، العمرانية والاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و الرياضية وغيرها المجهولة أوالمتنكر عنها في كل الأرجاء والحدود السودانية بل نقدس تراضي الجميع عليها بوجهها الحالي علي أضفة النيل وقبول الآخر فيها سعياً حثيثيا نحو العدالة والمساواة في كافة مناحي الحياة كي تحقق نهضتهم وعمرانهم ورقيهم. يراودنا الخجل علي وجه المقارنة والإعتراف بالخرطوم كونها العاصمة الإدارية المتخلفة حضاريا وسياسا ومجتمعيا حين نمكث أو نتجول عبر مدن العالم المتقدم أو النامي فإذن هلم بنا لإثراء الرقي والعمران والازدهار لإنسان السودان بها ودحر كل مالايترجم واقعياً وسياسياً بالمجتمع علي المجالات التعليمية والصحية والترفيهية ودرء الكوارث وبعكس و قراءة تاريخ وتجارب العواصم والمدن الأخرى المتقدمة كي نكون أو لانكون في طرازها المتقدم، في الذكرى، نحث بالوسائل والأفعال والأقوال باستخدام أحزابنا وقادتنا السياسين فنون التقارب لاللتباعد في جوهر القضايا ونتركها مسرحاً للأخرين للعبث بنا لأجل مصلحة الوطن ولالسلعة الأصوات من العاصمة – الخرطوم (الإنتخابات الرئاسية) حيث كثافة السكان و بساطة و طيبة الشعب رغم ضيق معيشتهم الدنيا وضعف إدارة الحكومات الولائية مركزية الحكم حقيقة أم فدرالية. حقاً أنه مازال الشعب يركض وراء العيش الكريم ودون أجر مزي وتامينات أو ضمانات اجتماعية social life insurance.
في مثل هذا اليوم طرد المستعمر عن الخرطوم 26/01 فلم تحدث في تاريخ الخرطوم نهضة فعلية بشريا وعمرانيا كوجه لعاصمة دولة بل تولي الحكم فيها منذ الاستقلال 1956م مستعمرون جدد لم يتبنوا قضايا الوطن بحق وتطوير المجتمع والأسر والمنهج في الحياة تعمم علي بقية الولايات.
عن وضع الراهن السياسي والاجتماعي حالاً قلة من أبناء السودان بالداخل والخارج ضجت أصواتهم وعلومهم بضرورة إتباع منهج سياسات مبادرة النهوض بالسودان داخلياً وخارجياً، ومازال الصراخ بهيهات هيهات ان لم تنجب حواء السودان بمن يمثلهم بالقيادة وفنها وإدارتها وحكمتها ستؤدي إلى الهلاك والوقوع بالهاوية وطمس الهوية السودانية بلا صعود ورقي وإزدهار.
في مثل هذا اليوم من ذكرى الخرطوم نقول اننا نأمل بأن تؤول ذمام البلاد إلى رجال ونساء صحوت ضمائرهم واصواتهم ووجدانهم السليم تعبر حلول الأزمات والمسارات السياسية واتفاقياتها الضيقة بالنتائج التي تمكنهم بالوصول للسلطة واقعياً دون انتهازية وهذا مايمكن تسميته جلب أمل السودانBring Hopes to Sudan والذي يعكس ماتكنه الصدور أجل الإنسان السوداني دون تعنصر اعمي في الانتماء او تقسيم البلاد جهويا وعرقيا أو إدارياً او سوء توظيف موارد البلاد البشرية والطبيعية وبالتالي ممالاشك فيه أن الجيل القادم يجني ثماره. هذه هي منطقية العقل والتمييز والحجج قبل الانتخابات المقبلة لفترة الانتقال ومتجهات عودة القوة للشعب والسلطة للشعب تتحقق عبر الديمقراطية والعدالة لا المستعمرون من بني وطني أو غيرهم.
رغم عجزنا بسرد الأحداث تاريخياً إلا أننا في الحال نقول بأن السودان وشعبه جميعهم ولدوا ونشأوا أحرار من داخل وطن حر يرتقي فيهو الجميع ويعيش بحب وكرامة وحرية وسلام وعدالة لم تنصفه الظروف لأجل سودان أفضل وبالطبع هذا ماحدث منذ ذكري خروج المستعمر بالخرطوم من قبل وتوالي السلطات فيه تارة لأحرار ناضلوا لأجل الوطن ومعافاته من التبعية المطلقة منذ العام 1885م وآخرين يضلون طريق نهضته ورقيه وازدهاره.
من منطلق هذا المنهج ولدت مبادرة وطن حر Free Nation ونورها كي تضئ بأن لاتذهب العدالة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاقتصادية والثقافية في مهب الريح بتعصب وديكتاتورية بعض عن كثير عبر تواقيع إتفاقيات مزعومة بالحلول علي أسس التقسيم الاقتصادي والسياسي والعرقي والطبقي وغيرها من دون أخذ الاعتبار للنزاهة والعدالة ونكران ذاتهم في القيادة أمام الشعب.
في مثل هذا اليوم ينبغي أن تتربي فينا القومية وبناء حضارة وليدة داخل السودان تنفتح افاقه بالخارج والمدي البعيد، علي هذا النظر فإننا نتفحص ونجد بوادر فشل منظومة الإتفاق الإطاري الموقع بين المكونين العسكري والمدني قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي بئيا وسياسيا واقتصاديا وغيرها تلتمس الهشاسة وذلك لأنها لم تصطحب الكيانات الحزبية والسياسية الأخرى من أحزاب سياسية ومجموعات قوي الحرية والتغيير الكتلة الديموقراطية ولجانات المقاومة السودانية التي لها جذور وقضايا وطنية ضحي من أجله ابناءها الأحرار ونزفت جراحاتهم ودماءهم ولم تحقن بعد سوي بالهامش أو العاصمة الخرطوم بل أن جلب عواطفهم الت بنتائج سلبية أفرزت أجندات غير وطنية لحبوها نحو أغراض الوصول إلى مطامع كراسي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وغيرها فقط وهذا يشكل السبب الرئيسي في انتكاسة حكومة حمدوك السابقة بالسودان والمجلس المركزي.
وأخيرآ مازلنا نأمل الحرية للوطن الجريح إلى من يولاه من أبناءه وقادته من يراعي فيه الحقوق المدنية في الرئاسة العامة لشؤون البلاد وبرلماناتها التشريعية والسياسية حول كل مدن وقري ولايات السودان المختلفة وتحقق جل طموحاتهم.
فلم نري تجارب الدول تنقل إلينا كي تصب علي مصلحة مواطن إطلاقا كالولايات الأمريكية والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوربا وغيرها بل بروز صراعات الكراسي والمطامع للسلطات التي توحي إلى أنهم المستعمرون الجدد عبر أجندة السفارات. هذا الفشل الذريع من ذكرى الخرطوم يتطلب منا التنبيه وتبني خطوط الحرية والتغيير للوطن من اللامركزية الإدارية والتطوير في إدارة حكم البلاد وصعود معاني وقيم القومية شمالاً وجنوبا، شرقاً وغربا ثقافياً ووجدانيا وهوية وقومية وحضارة شاملة وسياسات جامعة وحكيمة. ومايعزز ذلك الموقع الجغرافي والسكاني والفكري في السودان الفريد الذي يمكنه بالوحدة والاستقرار فيمانسميه الولايات المتحدة السودانية United States of Sudan USS of وبذلك سيعيش الجميع في أمن وسلام ورفاهية واستقرار سياسي ومجتمعي عبر دستور وقانون يحفظ حقوقهم ويقومون بواجباتهم تجاه بعض الإنسانية في العيش الكريم و السياسة و العلاقات الدولية والإقليمية والاقتصاد والاجتماع والثقافة و الرياضة وغيرها من قوانين حقوق الإنسان السماويةوكذلك الوضعية تسع الجميع، وبتقدير مختلف خلفياتهم واحزابهم وانتماءاتهم عند خط التساوي…
مازالت دولة السودان تحبو بحلم أفضل…
الحق دولة والباطل جولة،،،، حتماً سيسود شعارات بأنني لاانتمي الي حزب او وطن وإنما السودان… وأينما وجد الإعمار والتطور فهو حزبي وموطني..
….
حملة السودان وطن حر
دكتور حسن إدريس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.