الشعب السوداني لايرحب بالسفير الأمريكي بعد تدخله في الشؤون الداخلية للسودان

قال جون قود فيري إن وصوله الخرطوم يعكس رغبة الولايات المتحدة في تعزيز العلاقات بين الشعبين السوداني والأمريكي

  • وقال إنه متحمس لتمتين تلك الروابط وأن فهم الشعوب وعاداتها وتقاليدها تعتبر من المهام الأساسية لاي دبلوماسي .

(قال السفير الأمريكي نقر التزام المؤسسة العسكرية بأن يذهب الجيش من السياسة لتأسيس حكومة مدنية جديدة عبر الحوار الديمقراطي الشامل ليجسد تشكيل الحكومة الخطوة الضرورية للشراكات الدولية مع السودان في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية حتي يستطيع الشباب أن يحققوا أحلامهم في المستقبل).. هذا تدخل خطير في شأن سوداني خاص ونسي أن بلاده تحكمها الاستخبارات العسكرية.. بالرغم ان الجيش السوداني يريد أن يخرج من السلطة عبر الانتخابات التي يقرر فيها الشعب من يحكمه وليس الغرب

بعد ذلك التقي السفير الأمريكي بعدد من أسر الشهداء الذين سقطوا في التظاهرات المطالبة بالحكومة المدنية .وكعادتنا نحن السودانيين ذهبت التحليلات والتخمينات الجادة منها والساخرة كل مذهب وطريق ما إن كان السفير قد جاء ليزيد الطين بلا ويعقد الأوضاع علي تعقيدها أم أنه يحمل رؤية تتجاوز الواقع المأزوم وتقدم حلولا لما نحن فيه مستفيدة من تجربة البعثة السياسية للأمم المتحدة في السودان بقيادة volker perthes وهي تجربة فاشلة ومرفوضه من السواد الأعظم من السودانيين ولم تقدم حتي الآن ما يدل علي انها جاءت لمساعدة السودان في الانتقال الديمقراطي حسب زعم حكومة الدكتور عبد الله حمدوك .. كانت حكومة فاشلة وفولكر يديرها إلى نهايتها والي الفوضى.

بالإضافة لتجربة اليونتامس

هناك تجارب الدول من حولنا مثل الشقيقة ليبيا واليمن تعبر عن النتائج الكارثية لتدخل السفارات والبعثات الاممية في شئونها الداخلية وانحيازها لأطراف دون الأخري مما عقد المشاهد وأزمة الأوضاع فيها لدرجة خطيرة . فهل يستفيد السفير الأمريكي من كل هذه التجارب أم أنه سينطبق عليه المثل الذي ضربه الشيخ العبيد ود بدر ويضربه السودانيون لكل من يدعي أنه المنقذ والمخلص عندما سئل الشيخ العبيد ود بدر عن محمد احمد الذي زعم في القرن الثامن عشر -انه المهدي المنتظر – قال ود بدر للناس كان مهدي جيد لينا وكان مو مهدي شن لينا وهذا ما ينتظر السفير الأمريكي من الشعب السوداني و الساحة السياسية السودانية حبلي وإذا لم يكن السفير الأمريكي يجيد السباحة سوف يغرق في شبر موية كما غرق المبعوثون الأمريكيون من قبله.

السفير الأمريكي جديد كما قال في كلمته ولكن السفارة الأمريكية قديمة قدم السودان وكانت في قلب الخرطوم في شارع علي عبد اللطيف تستأجر بناية لمواطن سوداني ثم انتقلت لمقرها الجديد الذي شيدته بتسهيلات من الحكومة السابقة في منطقة سوبا بالخرطوم وهي الآن اضخم سفارة للولايات المتحدة الأمريكية في القارة الأفريقية .وغياب السفير كل هذه المدة هو قرار امريكي محض أما السودان ظل تمثيله في واشنطن علي مستوي السفير ولم يستخدم العرف الدبلوماسي ويعامل الولايات المتحدة الأمريكية بالمثل عندما قلصت تمثيلها في الخرطوم إلي مستوي القائم بالأعمال . ومن المهم والمفيد للسفير الأمريكي أن يقرأ الواقع السوداني قراءة متأنية ويبدأ من حيث انتهت مبادرة نداء السودان الشيخ الطيب الجد وهي مبادرة شاملة اشتركت فيها مئات الاحزاب السياسية وقد أقرت هذه المبادرة وجود القوات المسلحة في المستوي السيادي خلال الفترة الانتقالية ولم تقصيها كما يفعل البعض .

وحددت المبادرة تنظيم انتخابات في السودان بعد ثمانية عشر شهرا تنقص ولا تزيد .واختيار رئيس وزراء مستقل ومن غير مزدوجي الجنسية مع العمل بدستور السودان الانتقالي لعام 2005م بعد تنقيحه وهو دستور مجمع عليه من القوي السياسية السودانية وساعد المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية في إعداده . مع التمسك باتفاق جوبا للسلام ودعوة حركتي عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو للانخراط في السلام والديمقراطية في السودان .

فالحكومة المدنية هدفها الاول والأخير هو الانتقال للحكم المدني عبر انتخابات حرة ونزيهة ولن تكون حكومة للتسول والشحدة ومد قرعة السودان للدول الأخري والأندية العالمية الاستعمارية مثل نادي باريس وغيره . ولا هي امتداد لحكومة النشطاء التي كان همها تعديل القوانين لتتناسب مع الاباحية والعلمانية كما فعل وزارء قحت نصر الدين عبد الباري ونصر الدين مفرح .

من المهم والضروري للسفير الامريكي أن يتعامل مع السودان وقواه السياسية بالمساواة وان لا يتدخل في عقائد الناس ومعتقداتهم كما أعلنت بريطانيا بعد فتح السودان واستتب لها الأمر بفضل هذه السياسة السودان بلد مسلم وشعبه شعب مسلم ويسعي لتطبيق الشريعة الاسلامية في حياته الخاصة والعامة .بالإضافة للمساواة بين القوي السياسية علي السفير الأمريكي الجديد أن يتعامل بالشفافية وهو يخالط السودانيين ويتواصل معهم وليكن ذلك من خلال الدبلوماسية وليس عبر المخابرات وعملاء الولايات المتحدة الذين سوف ينشطون للإحاطة بالسفير الأمريكي وتوجيهه لمصالحهم الايدولوجيه والسياسية والشخصية .وعلي القوي الوطنية والإسلامية السودانية أن لا تترك السفير الأمريكي مطية لأعداء الوطن وعملاء المخابرات ونشطاء السفارات.

بعد كل هذا يأتي السفير الأمريكي ليتدخل في شؤون سودانية خاصة مما جعل وزارة الخارجية أن تستدعيه وتستوضحه في تصريحاته في الصحف المحلية وعالمية.. نسي انه سفير وليس رئيس الوزراء السودان ويريد أن يحدد مسار علاقات السودان بالدول ويرشح الوزراء وحكام الإقليم.. السيد السفير عليك بمهامك الدبلوماسية فقط.. الشعب السوداني قادر على طردك من البلاد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.