الوعود الأمريكية الكاذبه والوضع المتردئ
أكدت الخارجية الأمريكية حرص واشنطن ، على استئناف عملية التطبيع بين السودان وإسرائيل في أقرب وقت، كونها جاءت كحافز لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، بعد أن توقفت منذ ثلاثة أشهر ، ففي الثالث من فبراير 2020 التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان ، مع رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتيبي الأوغندية ، وتأتي نتائج هذا اللقاء على دور تل أبيب في دعم جهود السودان للخروج من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب ، وتحسين العلاقات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية بين البلدين ، ولأن مصالح الولايات المتحدة في تطبيع السودان علاقاته مع إسرائيل فظلت تدعم و تنسق للقاءاتهم ، فصرح الطرف الآخر علاقاته مع السودان ، بأنها ستساعدهم في عرقلة مصالح السودان مع إيران وقطع علاقاته مع الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة أعداء لها كالصين وروسيا وإيران وغيرها من الدول التي تقول لا لأمريكا ، وقال نتنياهو سابقا حول مصالحهم تجاه السودان بأنه سيفتح منافع للإسرائيليين الذين يعبرون المحيط الأطلسي ، وايضا عبر اقامتها علاقات أمنية ودبلوماسية مع السودان، ستطلع الحكومة الإسرائيلية على نشاطات تعتبرها إرهابيية أو معادية لها، في مناطق متاخمة للسودان، مثل تشاد ومالي والنيجر، كما أن إسرائيل تنظر للفائدة الأكبر من الناحية الاستراتيجية، وهي ابعاد السودان تماما عن الحلف الإيراني ، وأنها المستفيده من المجال الجوي باعتباره ملجأ آمن لهم ويحقق لهم استقرار التنقل بين الدول ، وبالرغم من أن الولايات المتحدة وعدت الشعب السوداني في حال التطبيع بأنها سوف تقوم بدعمه إقتصاديا وترفع مستوى معيشته الا أنها مارست فيه أبشع أنواع الاستهتار الاقتصادي عندما جعلته يدفع تعويضات ضحايا المدمره كول و تعويضات بقيمة 335 مليون دولار أميركي لضحايا تفجيرات عام 1998 في السفارتَين الأميركيتين في العاصمتَين الكينية والتنزانية ، على علمها بأن السودان لايملك هذه المبالغ وبأن عليه ديون البنك الدولي ، وان مستوى التضخم في البلاد يفوق ال400 ٪ ، ولازالت وعودها الكاذبه يصدقها الحكام المسؤولين عن السودان ، ولازال الوضع الآن أشد قسوة وسوءً ، ولازال الاقتصاد في تدهور بالغ وواضح ، الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تعلوا لنفسها فوق مصالح الشعوب ولا يهمها ما يحدث تحتها أو ماهي العواقب .