تفكيك جيوش الدول الاسلاميةوالعربية لصالح الغرب

لا شك ان جيوشنا الإسلامية والعربية هي حصن الأمان لحدودنا وأرضنا وشعوبنا وسلامتها من
جراء أي اعتداء خارجي، وهي جيوش وطنية في تشكيلها لأنها تعتمد على نظام الخدمة الإلزامية، ومن ثم فقد ترعرعت عقيدتها القتالية على حماية الأوطان من الاعتداءات الخارجية وعلى الولاء الوطني.
ولكن ما ان اندلعت ثورات الربيع العربي، حتى تفككت أربعة جيوش عربية وهي العراق فبل ان يستعيد الجيش العراقي قوته وليبيا واليمن وسوريا. ومن الملفت للنظر ان هذا التفكيك للجيوش العربية جاء عقب انتشار الفوضى الخلاقة التي دعت اليها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية، ومستشارة الامن القومي الأمريكي.
صاحبة دعوى الفوضى الخلاقة اعترفت في إحدى محاضراتها مؤخرا بمعهد بروكينغ الأمريكي، بان الولايات المتحدة لم تذهب الى غزو أفغانستان عام 2001، والعراق عام 2003 من اجل تحقيق الديمقراطية، بل للإطاحة بحركة طالبان التي وفرت ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة، وللاطاحة بحكم الرئيس العراقي صدام حسين، الذي كنا نظن انه كان يعيد بناء ترسانة من أسلحة الدمار الشامل. و لكن هل كانت الإطاحة بنظام الديكتاتور صدام حسين تبتغي تدمير البلد بكامل اجهزته ذاك الوقت ام كان بالإمكان تغيير النظام دن هذا الدمار و التمزق الذي مر به العراق طوال السنوات الماضية رغم محاولات بعض الوطنيين من المواطنين و الساسة و المفكرين الحفاظ على الوطن من سموم الطائفية التي زرعها الأعداء للسيطرة على العراق و ثرواته و تاريخه و قوته
ولكن لم ينتبه قادة العالم العربي بعد احتلال بغداد للكوارث اللاحقة بباقي الدول العربية وأنظمتها العسكرية، وان عمليات التدمير قادمة لا محالة فكل عرق و كل طائفة ذاقت ما ذاقته من عمليات التطهير العرقي و الديني و التهجير و القتل و الترويع لاحقا على أيدي داعش و قبلها ايام الحروب الطائفية في ظل اصرار الدول العربية على امتلاك القوة العسكرية في مواجهة تحركات اسرائيل وأطماعها في اقامة دولة من النيل الى الفرات.
فقد عمدت القوى الكبرى على استخدام شماعة حقوق الانسان والديمقراطية للضغط على الحكومات العربية لإضعافها، وهو حق يراد به باطل، في الوقت الذي تحت هذه الشماعة جانبا لبعض الوقت، وعمدت الى استغلال ضعف ووهن الدول العربية في ازكاء النعرات الطائفية والمذهبية ومشكلات الحدود بين الدول الاسلامية.. ولعل الدور على السودان الغرب طامع في موارد السودان المعدنية والأراضي الزراعية.. على أهل السودان الوقوف سد منيع ضد التدخل الغربي.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.