عام جديد


بتفاؤل كذوب حاولنا أن نجيب السائل: (بأي حال عدت يا عيد *** بما مضى أم فيك تجديد؟؟؟). وكذلك أن نغني مع وردي (اليوم نرفع راية استقلالنا). ولكن ما فعله فئام من شعبنا في الوطن حال دون ذلك. وحقيقة الأمر ليس هناك بلد اسمه السودان وفق التعريف المعتاد للدولة. بلد مستباحة بالكامل إقليميا ودوليا. وفوق ذلك أهلها (كلاب فوق دوكة). قيادات أهلية ترفض الجلوس مع نائب الرئيس (أي هوان أكثر من ذلك). شعب يستمع لخطاب الرئيس ويعلم جيدا أنه لا فرق بينه وخطاباته القديمة إلا التاريخ فقط (فقدان الثقة مع التندر). تقاتل قبلي. عجز اقتصادي. انسداد أفق الحل السياسي. انحراف قيمي. ضياع شبابي. فشل تعليمي. انهيار صحي. أي بمعنى كل ما يخطر على بالك من المحن تجدها في سودان الجن. وربما يتهمني بعض من الناس بالمبالغة. وقسما لو اطلع أحدكم على صحافة اليوم لهاله الأمر ولتقطعت نياط قلبه حسره من الواقع المعاش. وخلاصة الأمر تلك هي الصورة الحقيقية لعيد الاستقلال اليوم. عليه لا ينصلح حال الناس إلا بالمصالحة الشاملة وقيام الإنتخابات. خلاف ذلك تظل ساقية حمد الريح (لسه مدورة).

د عيساوي
الأحد ٢٠٢٣/١/١

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.