عودة الاستعمار عبر قحت
لقد حظي ميزان الذهب في العرف السوداني بمكانة عظيمة. لما له من دقة متناهية في القياس. بل ذكره اللحو في إحدى أغنياته (ميزان الذهب يا اب كفتن راجحة). وفي تقديرنا أن قلم وورقة التاريخ أكثر جرأة في تسجيل المواقف من ذلك الميزان. وهذا ما حفظه لنا التاريخ في مثل هذا اليوم من عام (١٩٥٥م) إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان والذى أعلنه النائب عبد الرحمن دبكة وثنى الاقتراح النائب جمعة مشاور سهل. ونال الاقتراح ثقة جميع أعضاء البرلمان. وقياسا على ذلك نجزم بأن الشارع وقتها كان مع البرلمان. وبعملية تناسب عكسي حفظ لنا التاريخ بأن عميلا سودانيا يدعى حمدوك وقف عاريا أمام شعبه ليعلن عن عودة الاستعمار (فولكر) لينال إعلانه مباركة حاضنته السياسية (قحت) بالإجماع. وكما عايشنا نؤكد أن جماهير تلك الحاضنة كانت على قلب رجل واحد تأييدا لتلك العودة. ومصيبة المصائب ومن زاوية إنهزام داخلي وتلبية للضغط الخارجي تعلن الحكومة بأن اليوم عطلة احتفالا بعودة الاستعمار. وليس بنيل الاستقلال. وخلاصة الأمر بمثل تلك الإحتفالية بثورة فولكر يتم تزوير تاريخ الشعوب.
د عيساوي
الأثنين ٢٠٢٢/١٢/١٩
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.