فضح حجم التآمر الغربي على السودان


*يمكن لنا الوقوف على حجم المخطط التآمرى الأجنبى على السودان من خلال الوقوف على وقائع الراهن بشأن إدارة الفترة الإنتقالية ومدى التركيز على عاملين مُحددِين هما :
العامل الأول : عامل الزمن (أمد الفترة الإنتقالية ) .
العامل الثانى : الأداء (بشأن مهام الفترة الإنتقالية ) .
*أفظع غايات السياسات الخارجية الأكثر عدائية ضد السودان .. هو بالضبط ما يفضح حجم المخطط التآمرى .. وأن أقصى ما تطمح إليه هذه الأطراف المعادية للسودان من الجهات الأجنبية .. هو وصول الأوضاع فى السودان إلى حالة من التدهور الكامل والضعف والهوان والإنسداد التام .. بما يكون كافٍ لأجل التسليم للخيارات الأجنبية التأمرية و إوصاد الباب تماماً أمام كافة الخيارات الوطنية ..

*إيضاح أكمل وفق إحاطة شاملة :
فيما يتعلق بالعاملين المُحدِدِين المشار إليهما :-
الطرف الأجنبى المتآمر يريد تَحقُق أمرين فى هذا الخصوص هما :
*العامل المُحدِد الأول :

  • يتمثل فى قيام فترة إنتقالية أمدها طويل مع عدم الأداء .. (وهذا ممكن إذا ضمنت الأطراف الأجنبية المتآمرة أن الذين يمسكون بزمام الأمور موالين لها .. وبالتالى ينفذِّون أجندتها الرامية إلى ضعف الأداء أو عدمه عمداً أو عن قصد عبر الجنوح إلى وضعية التشاكسات والإنغماس فى مسائل وأمور ثانوية إنصرافية بمنأى عن أى موضوعية ذات صلة بالمسؤولية الوطنية و الإرتقاء لمستوى الهم الوطنى ) . .
    *و القصد من ذلك أن نكون أمام أمر واقع هو التسليم للخيارات الأجنبية كُليةً .
    *والشاهد على ذلك :
    كما تم بالفعل فى تجربة قحت1 بعناصرها المسماة (4 طويلة) إبان الفترة الإنتقالية التى إنتهت حقبتها بقرارات 25 أكتوبر 2022م التصحيحية و التى بموجبها تم فك الإرتباط بين المكونين العسكرى والمدنى بخصوص الشراكة فى السلطة .. فى خطوة أولية لإنهاء حكم الطغمة الإنتهازية المدنية ومنهجها فى الحكم القائم على العمالة الرخيصة مدفوعة الثمن والخيانة العظمى ضد الوطن .
    *العامل المُحدِد الثانى:-
    ٢/ يتمثل فى قيام فترة إنتقالية أمدها قصير بحيث يكون هناك جودة أداء متوقع .. (هذا متوقع فى حال يكون الجهاز التنفيذى أو عناصر الحكومة الإنتقالية المدنية غير مواليين للأطراف الأجنبية ) .. فهنا يكون حادى الأطراف الأجنبية أن تجنح إلى تقصير أمد الفترة الإنتقالية عن قصد وسبق إصرار بغية حتى لا يتمكن المعنيبن بإدارة شؤون الفترة الإنتقالية القيام بعملهم على أكمل وجه جراء التسارع والتسابق مع عامل الزمن بصورة مخلة بمجمل الأداء .. وبما ينعت عملهم فى خاتمة المطاف بعدم القدرة على استكمال مهام الفترة الإنتقالية جراء هذا التسارع المُخِل والقصور الذى قد شاب جوانب الأداء بشكل عام والتردى بها إلى مستويات وضيعة تجعل المشهد أكثر تعقيد مما هو عليه .. ما معناه فشل تجربة الحكم الإنتقالي .. وهذا هو أقصى ما تطمح إليه الأطراف المعادية للسودان والمتآمرة عليه والتى تتربص به الدوائر سرمدا .وسياساتها الأكثر عدائية وتآمرية والرامية إلى أن السودان يجب ألا يهدأ له بال .. كى يستقر وينهض .. ولا بد من إغراقه فى مستنقع من الفوضى وحشد كل الدعم الكافى لذلك .. ومن يظهر دور العملاء والخونة عبدة الدولار عبيد الإستعمار وجوكية السياسة والاستسمار والاستثمار فى قضايا الوطن فى سوح سوق النخاسة العالمية .
    وهى نفسها هذه الأطراف الأجنبية المتآمرة على السودان .. تعلم عِلم اليقين أن السودان يملك كافة مقومات أن يصبح دولة عظمى بين يوم وليلة .. إذا سُمِح له بالاستقرار إثر قدر معتبر من التوافق السياسى والاستمرار .
    *والقصد من ذلك أن نكون أمام أمر واقع هو التسليم للخيارات الأجنبية كُليةً.
    *فى ذات السياق :
    نعود إلى العامل الثانى المُحدِد (تقصير أمد الفترة الإنتقالية بغية ترهُّل الأداء وعدم القدرة علي إستكمال مهام الفترة الإنتقالية والوفاء بمتطلبات الإنتقال المفضى إلى التحوُّل الديموقراطى المنشود والمتوقع بنهاية فترة الإنتقال ) .. *الشاهد على ذلك : تفضحه كل سياسات البعثة الأممية المتكاملة إلى السودان بشأن تسهيل الإنتقال وكافة ممارسات رئيسها ( فولكر) المنحاز إلى خط التآمر الدولى الغربى وأدواته من المدنيين المنسوبين إلى السودان والمحسوبين على الوطن وسيادته وتجربة الحكم فيه .. جراء العمالة الرخيصة والخيانة ضد الوطن إبان تجربة حكمهم الإنتقالية أو محاولة الزج بهم من جديد فى معمان السلطة استكمالا لآخر فصول المَسْخَرَة باسم الحكم .. والمهزلة باسم العدالة .. و الزندقة والسفور والخروج عن المسموح به وكل المألوف باسم الحرية .. واستكمالاً لآخر بنود مشروع الإستعمار الجديد الرامى تمزيق أوصال السودان وتفكيكه إلى دويلات متباعدة ومتشاكسة ومتصارعة مضروبة عليها وصاية أجنبية غاشمة طامعة .. وبالتالى يَسهُل سلب ونهب ثرواتها وكل خيراها مقابل تسديد فاتورة الخيانة و العمالة واسترداد ثمنها على حساب وحدة الوطن شعباً وتراب .
    *والقصد من ذلك أن نكون أمام أمر واقع هو التسليم للخيارات الأجنبية كُليةً.
    *وبناء على ما تقدم :
    كان لزاماً علينا بأن لابد من أن نُوصِى بأهمية قراءة هذا المقال قراءة متأنية وبصورة ماعنة وفاحصة ..
    قبل الشروع فى تشكيل أى حكومة بشأن إستكمال مهام الفترة الإنتقالية أو إدارة شؤونها ..
    وذلك حتى نتمكن من وضع كافة أنواع التدابير الإحترازية التى تقطع الطريق على كافة أنواع التدخلات الخارجية السافرة في شؤوننا الداخلية وبما يعمل على تفويت الفرصة على المتآمرين ضد الوطن وبما يعمل على تجنيب البلاد مخاطر المعادلات الصفرية والإنزلاق إلى هاوية سحيقة حيث العدم .
    إذن لا بد من التأسيس لوضعية سليمة تضمن السودان فرض هيبة الدولة داخلياً وتكفل له الإعتراف به خارجياً مع تمتعه بسيادة كاملة الأركان وعلى أن يظل السودان دوماً حراً مستقلاً .
    ولا يتسنى لنا ذلك إلا إذا فطنا إلى أن الغرب الإستعمارى بأكمله وعلى رأسه أميريكا المتهافتة الآن على السودان .. لا يريدون للسودان استقرارا ..وليس من أوليات هذا الغرب أن يحدث تحوّل ديموقراطى حقيقى منشود .. وإنما مبتغاهم أن تكون هناك تجربة ديموقراطية شائهة بحيث تسمح لهم بالتدخل كل مرة في شؤون السودان الداخلية وممارسة مزيد من الضغوط علي السودان .. بقصد تمرير أجنداتهم الخبيثة الطامعة .. وقطعاً المتعارضة مع كافة مصالح السودان العليا .
    *بعد هذا الإيضاح
    نخلص إلى أنه : يكون خائن وعميل ضد الوطن .. كل مَنْ تسوِّل له نفسه التعامل مع الغرب الإستعمارى المشار إليه .. فى مسعى لأن تجرى الأمور على عواهنها من غير محاذير وطنية أو وضع تدابير إحترازية أو وضع قيود حاسمة وناجزة ورادعة على كافة أنواع التدخلات الخارجية السافرة فى المسائل والأمور التي تعد من صميم الشأن الداخلى السودانى .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.