كارثة موسمية تُهدِّد السكان ببحري
تسقط مئات المنازل، سنويا جراء الخريف في الفترة من يوليو إلى سبتمبر، وهكذا تتحوَّل نعمة اخضرار الزرع وامتلاء الضرع إلى نقمة ظلت تُهدِّد سكان الريف الشمالي بالعاصمة الخرطوم، التي تشمل المنطقة الممتدة بمحازاة النيل من القُرى المتحدة (الفكي هاشم) جنوباً، وحتى (ود رملي) شمالاً ، حيث ظلت مياه الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأعوام الأخيرة تتدحرجُ بقوة في اتجاه الغرب وتصطدمُ بالترس المنصوب لحماية المنازل من فيضان النيل، لتتسبّب في غرقِ تلك المنازل بمياه الأمطار وتحوّل مساحة شاسعة وواسعة بتلكم المناطق إلى جزيرة كبيرة تحاصرها المياه من كل الاتجاهات؛ فتناهر المنازل ويبقى المواطنون في العراء بلا مأوى ، ومن جهتها قال رئيس التطوير المؤسسي للجمعية السودانية لحماية البيئة، عادل محمد علي، جاهزيتهم الكاملة لدعم المشاريع الصديقة للبيئة لكل المناطق المتأثرة بالريف الشمالي، البالغ عددها (15) منطقة، وأضاف بقوله:”هذه دعوة نقدّمها لكل المجتمعات المحلية بأن تأتي بمبادرتها لإعمار مناطقها، ونؤكد لهم أن الدعم المالي متوفّر الآن بلا تردد”، منوّهاً إلى أن ثمَّة شراكة تجمعهم حالياً في هذا الإطار؛ مع محلية بحري باعتبارها تمثّل الحكومة، وتمتلك الوضع القانوني المسنود باللوائح والنُّظُم ، ومن جهته قال مدير شرطة الدفاع المدني بمحلية بحري، العقيد شرطة عبد الرحمن محمد الحسن، إن سعي الجهات الرسمية تمثّل في إنشاء الترس الواقي من فيضان النيل بعد كارثة عام 2019م الشهيرة، التي لفتت انتباه كل العالم، مُنوهاً إلى أن الخطر بتلكم المناطق يأتي من عدة اتجاهات مثل فيضان النيل من ناحية الغرب، وكذلك السيول الزاحفة من سهول البطانة (شرقاً)؛ أضف إلى ذلك الأمطار النازلة من السماء، وبالتالي فالحل الجذري هو ترحيل هذه المناطق ونقل السكان إلى مناطق أكثر أمناً، وأكد العقيد شرطة عبد الرحمن محمد الحسن أن الحكومة فرغت من تجهيز مُخططات سكنية لكيما تصبح وطناً بديلاً لتلكم الديار، حتى يهنأ المواطنون بالسكن الآمن فيها.