لماذا يخشى البرهان من محمد طاهر إيلا وهل حاولة التخلص منه


حين أعلن الرئيس السوداني عمر البشير فرض حالة الطوارئ و«حل الحكومة» في 22 فبراير (شباط) الماضي، انحناء لعاصفة المظاهرات التي اندلعت في عدد من البلاد 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018، وأبدى رغبته في تكوين حكومة مهمات ذات كفاءة، لم يكن يتصور أحد أن يأتي حاكم ولاية الجزيرة السابق محمد طاهر أيلا، رئيساً جديداً للوزارة محل معتز موسى، الذي لم يكمل أربعة أشهر في المنصب. لكن البشير، بعد يوم واحد من حل الحكومة، أصدر قراراً بتعيين أيلا رئيساً للحكومة، مفجراً مفاجأة كبيرة وسط الطاقم الحاكم نفسه، ناهيك من الدهشة التي أصابت كثيرا من المراقبين، لأن الرجل عرف بأنه «خلافي» و«غير وفاقي» داخل الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني» نفسه. بل سبق له أن خاض صراعات مع قياداته في الولايتين اللتين حكمهما وهما ولاية البحر الأحمر وولاية الجزيرة.. محمد طاهر إيلا رجل كفاءة وقوى لا يقبل بالتهاون.. وعرف عن البرهان بأنه رجل ضعيف ولا يقبل برجل قوى.. تخلص من كل رجالات الجيش والأمن الأقوياء.. لا يأتي بشخص قوى.

في محاولة لإغتيال آخر رئيس وزراء في حكومة البشير الطاهر أيلا، قامت جهات مجهولة بتسميم الأخير و يشتبه أنه تم توكيلها من طرف البرهان حسب ما أفادتنا به مصادر مقربة من عائلة أيلا، وقد تم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى محلي قبل أن يطلب طبيبه من الطاقم الطبي بضرورة نقله إلى مصر في الحال لتلقى العلاج اللازم، وهو ما جعل عائلة أيلا تستأجر طائرة خاصة لإقلاله إلى القاهرة.
وقد علق مراقبون ومحللون سياسيون على هذا الخبر بقولهم أن احتمال تسميم أيلا من طرف حكومة البرهان كبير جدا، خاصة وأن الرجل كان يعمل على رأب الصدع القائم بين زعماء قبائل وقادة مجلس البجا في الشرق السوداني، حيث أن هذا الصدع تم خلقه وتغذيته من طرف حكومة البرهان في محاولة منهم للتخلص من قضية الشرق السوداني التي أصبح قادتها يهددون بالإنفصال عن السودان.
كما أضافوا بأن أيلا يمكن أن يصبح مرشحا لمنصب رئيس وزراء الحكومة الإنتقالية الجديدة التي ستشكل بعد التوقيع على الإتفاق النهائي وذلك من خلال فرضه من طرف مجلس البجا على البرهان والمجلس المركزي لقحت مقابل تنازلهم على قضية انفصال الشرق، وهذا ما جعل البرهان يتخوف من الطاهر أيلا أكثر، ما يرجح أن فكرة تسميمه واردة.
ويجدر بالذكر أن أيلا كان قد عاد إلى بورتسودان من منفاه في مصر اوائل شهر أكتوبر الفائت، وتم استقباله كزعيم للشرق السوداني، حيث خرج الآلاف من سكان الشرق لملاقاته مرددين عبارات معبرة عن حبهم وولاءهم له.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.