نوايا الغرب الإستعمارية في السودان
منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، قام الغرب والدول المنتصرة بتقسيم الدول العربية والإفريقية الى مستعمرات لنهب ثرواتها ومقدراتها بحجة تطويرها والوصاية عليها، واستخدم الغرب الإستعمار وأسلوب الهيمنة وتعزيز ظروف تواجده، باعتبار أن هذه هي الحقيقة الوحيدة لازدهار الحضارة والشعوب، مع سياسة النهب الخالص وسياسة القمع والذل، فقد استخدمت أيضًا بشكل مباشر الأساليب الأخرى للاستعمار، من خلال الاتفاقيات التجارية والعسكرية والعلمية مع حكام الدول، وذلك للتدخل المباشر في هذه الدول والتحكم بكل شئ وتوزيع مناطق السيطرة حسب ما تقضيه المصلحة الإستعمارية .
اليوم وبعد انتهاء عصر الاستعمار القديم، تحاول دول الغرب ” اوروبا وامريكا” السيطرة على السودان بإسلوب إستعماري مستحدث، بدون إرسال قوات عسكرية وخسارة أموال يتم إنفاقها على التجهيزات العسكرية، يتم إنفاق جزا بسيط من هذه الميزانيات الضخمة للتدخل السافر في الشؤون الداخلية في السودان، خصوصا بعد إعادة هيكلة الجيش، وهي الخطوة المتهورة والتي تحمل الكثير من المخاطرة في فترة يجب أن يسود فيها الهدوء والإستقرار أولا بعد الثورة .
كمثال توضيحي للسياسات التي تتبعها دول الإستعمار الحديث والأمثلة كثيرة، يمكننا أن نقول أن الغرب يحاول أن يظهر نفسه داعما للسلطات الإنتقالية في السودان، فهو فرضا يدعم حمدوك ثم يقوم بعد ذلك ينقل الدعم للبرهان منتقدا بذلك سياسات حمدوك عن طريق الصحافة المؤثرة عالميا، وبذلك يسود التوتر والصراعات الداخلية، ويكون القرار المستقبلي بيد الغرب وحده .
وتقوم دول الغرب بتوجيه الرأي العام الى الوعود الكاذبة بتقديم مساعدات وإعفاءات مالية وجدولة الديون وتقديم قروض جديدة، بحيث يتهيأ للقارئ والمتلقي أن الأزمات في السودان في طريقها للإنتهاء في أقرب وقت ممكن، وعندما يدرك المواطن أن الأزمات في تصاعد يلقي باللوم على هذا المسؤول أو الأخر، وأيضا في هذه الحالة ستخرج الدول التي قدمت المساعدات لتنقذ من تريد وتلقي المسؤولية على الأخر، وذلك أيضا لتوزيع مناظق النفوذ .
الخلاصة هي أن الغرب لم يتخلص من أفكاره الإستعمارية، ولن يكون منقذا للسودان، بل على العكس تماما، يجب على المواطن أن يكون واعيا لخطر وتهديد الغرب لمصالح السودان، كما يجب على الحكومة أن تكون جاهزة ومستعدة لأي محاولة إستعمارية، وأن لا تنصاع لكل الخداع الغربي الذي يشهد عليه التاريخ المعاصر والقديم .