أزمة الدواء في السودان.. معاناة كبيرة وحلول غائبة
لم تعد أزمة الدواء في السودان خافية على أحد، إذ أن تدهور الوضع الدوائي والصحي بصورة عامة يشير إلى أن البلاد تسير في طريق شائك، بالرغم من الجهود التي يقوم بها الدكتور أكرم التوم علي وزير الصحة في السودان في الأونة الأخيرة .
ونجد أنه ومنذ أنفصال جنوب السوادان وخروج النفط من البلاد، بجانب تدهور قيمة الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية الآخرى، وتزايد عدد الشركات التي تخرج من المجال يوماً بعد الآخر عقب الصعوبات التي تواجهها لم يعد يخفى على أحد بأن المجال الصحي تهالك كثيراً في البلاد .
وبتلك الإجراءات أو السياسات بدأ سعر الدواء في الارتفاع، حيث أنه وبعد ان كان في متناول أيدى البعض من المواطنين، أصبح الحصول على الدواء أمراً معقداً للغاية .
وهذا الوضع تضرر منه المواطن السوداني بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، إذ باتت مواقع التواصل الاجتماعي تعج بـ (الروشتات الطبية) بحثاً عن مكان تواجدها، إذ يتشارك السودانيون العديد من المجموعات الطبية المتخصصة في موقع الفيس بوك من أجل العثور على بعض العلاجات التي لا يستغنى بعض المرضى منها كمرضى السكري والضغط والأمراض المزمنة الآخرى .
إضراب مفتوح
وكانت العديد من شركات الأدوية في السودان قد أعلنت عن توقفها عن العمل، وذلك احتجاجاً على التسعيرة الجديدة التي فرضتها الوزارة .
وكردة فعل متوقعة أعلن أصحاب الصيدليات الدخول في إضراب مفتوح ولمدة ثلاثة أيام، على أن يبدأ اليوم السبت، ويأتي ذلك من أجل الضغط على الحكومة الانتقالية في البلاد من أجل تحسين بعض القرارات التي تتعلق بدعم وتوفير الدواء باعتبار أنه من الضروريات .
وجاء في بيان الصيادلة أمس الجمعة : «ظللنا في تجمع الصيادلة المهنيين ومن قبل إندلاع شرارة ثورة ديسمبر المجيدة في الصفوف الأمامية دفاعاً وحراسةً لحق الشعب السوداني في سهولة الحصول على دواء آمن وفعال وبسعرٍ معقول. لم يطرأ أي تحديث في ملف الدواء بما يُخِل بهذا الحق إلا وكنا له بالمرصاد ونحن على عهدنا ما حيّينا».
ولا شك أن الوضع عموماً في السودان وتحديداً وضع الدواء يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالوضع الاقتصادي، إذ لا زالت التخبطات في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية العالقة بالنسبة للحكومة السودانية تشكل ضغوطات كبيرة في الوقت الحالي .
مهاجمة الحكومة
وهاجم العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ولأيام مستمرة الحكومة الانتقالية التي طالبوها بوجود حلول سريعة وعاجلة للوضع الصحي في البلاد وتحديداً لـ ( أزمة الدواء ) .
وبرروا ذلك الأمر بأن قطاع الصحة يعتبر من القطاعات المهمة والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمصير حياة الناس .
ولا يبشر الوضع الراهن في البلاد بخير في ظل انعدام العملة الصعبة وانهيار العملة المحلية أمام الدولار، ولا شك أنه في حال عدم الحصول على حلول فعلية لأزمة الدواء في السودان فإننا قد نرى أياماً أكثر ضبابية بالبلاد وهو الأمر الذي لا تريد الحكومة حدوثه .