يعاني السودان من أزمات عديدة ومستمرة منذ تولي حكومة حمدوك زمام الأمور، وللعام الثاني على التوالي لا تستطيع الحكومة إيجاد حلول لأبسط الأزمات التي تتلاحق واحدة تلو الأخرى، وتعتبر الحكومة حل أزمة شح الدواء من أولوياتها حسب تصريحاتها المستمرة .
ولكن كشفت أحد الممرضات، والتي كانت تعمل في مستشفى “المستقبل” الحديثة، أن المستشفى التي تم إقتتاحها في العام الماضي على بعد 20 كيلو مترا من بورتسودان، لا تعاني من نقص في الدواء أو المعدات، بل على العكس تماما، تمتلك المستشفى مخزونا كبيرا من الأدوية التي تستخدم في علاج فايروس كورونا وغيرها من الأمراض، وتحتوي على كل الأجهزة الطبية والإمكانيات المطلوبة، والتي تم استيرادها مؤخرا .
وتستقبل المستشفى المرضى من المسؤولين في الحكومة وعائلاتهم وبعض الشخصيات الأخرى، ولم يتم الإعلان عن المستشفى كمشروع جديد لجميع المواطنين كما كان مخطط له، حيث قررت الحكومة أن تعمل المستشفى بشكل محدود بعد تفشي فايروس كورونا .
يعاني المواطنون من نقص في أجهزة التنفس المطلوبة بشدة في ظل الوباء العالمي، ولكن لا تلقي الحكومة إهتماما بعامة الشعب كما تفعل مع فئة معينة من المسؤولين وبعض رجال الأعمال، وهذا يتعارض مع أهم مطالب الثورة ومحاربة الفساد الذي عانى منه السودان طيلة سنوات طويلة .
الحديث عن فساد البشير قد يطول، ولكن ما هي الأسباب التي قامت من أجلها الثورة، وكيف يدعي المسؤولون بأنهم يحافظون على مبادئ الثوار ويسعون لتحقيق العدالة الإجتماعية في الوقت الذي يقومون به بنفس الأفعال التي قامت من أجلها الثورة .
