في الحلقات السابقة تناولنا الجهات الأجنبية الداعمة وأجندتها بشكل عام ، في هذه الحلقة سنستعرض آليات إستقطاب الأموال وتوزيعها وبنود صرفها المعلنة ، وفي هذا الجانب نجد أن معظم المنظمات العاملة في استقطاب الدعم الخارجي للإحتجاجات في السودان لا تتحدث عن مصادر دعمها بشكل شفاف ومباشر وإنما تختبئ خلف خيرين وناشطين موسرين ومتبرعين سودانيين بالخارج والداخل ، فمثلا منظمة حاضرين وهي أبرز الجهات التي نشطت في الفترة السابقة في رعاية مصابي المظاهرات وأسر الشهداء وتوزيع معينات المواكب من أعلام ومنشورات قبل أن تتوقف بسبب تجفيف الدعم ، كانت حاضرين تنشر بإستمرار بنود صرف لأموال على أوجه محددة ، بينما لا تتطرق لأرقام الأموال الكلية الواردة والجهات المانحة ، أو مجموع تبرع كل جهة ، وتكتفي منظمة حاضرين بشكر مموليها وشركائها من السودانيين بالخارج مثل تجمعات (ألومني ، يوكانا ، سابا ، سودان نيكست جن ) ، والداعمين الوطنيين (شركات خاصة ورأسمالية وطنية ) بالإضافة لمشروع دعم التحول الديمقراطي بالسودان ، ثم المهندس بكري علي الذي يعمل بشركة رايثيون تكنولوجيز الأمريكية للمقاولات الدفاعية .
كذلك ينشط معهد انترناشونال آيديا لدعم الديمقراطية _ فرع السودان وشركائه المحليين من مجموعة منسم النسوية ولا لقهر النساء في تنظيم الورش والدورات التدريبية التي كانت سابقا تعقد في القاهرة وكمبالا ونيروبي وأستقر عقدها الآن في فنادق الخرطوم ، كما يمتد حراك الوكالات الأجنبية بالسودان (الوكالة السويدية ، الاتحاد الأوروبي ، المعونة الامريكية) ليتغلغل عميقا في مفاصل هذه البلاد المأزومة ويشمل مؤسسات صحفية ومنظمات مهنية وحتى الجماعات الدينية .
أما عن كيفية تنفيذ الدعم الأمريكي والغربي فهناك شركات مقاولات واستشاريون فنيون وبيوت خبرة تتولى تنفيذ مهام المانحين والدول الراعية لهم ، ومن بين هذه الشركات شركة DT GLOBAL الأمريكية وهي المقاول المنفذ لأكبر مشروعين لمكتب مبادرات الإنتقال OTI التابع للمعونة الأمريكية في السودان والمشروعين هما : نحو سلام دائم في السودن
( Toward Enduring Peace in Sudan- TEPs )
ومشروع الانتقال نحو السودان الجديد
(Transition to New Sudan – TNS)
ولدى الشركة مكتب في السودان يقع في الرياض شارع كامل مرزوق جنوب مستشفى مكة ، ويرأس الشركة الأم الضابط المتقاعد بالجيش الأمريكي جون ديبلاسيو وتعتبر جي تي غلوبال الجناح الإستثماري للصندوق الخيري للسلام العالمي والتنمية (GPD) الذي أسسه ديبلاسيو ويرأس مجلس إدارته .
كما أن شركة دي تي غلوبال هي الاستشاري والمنفذ لمشروع دعم الأسر السودانية ثمرات (SFSP) الذي تم إطلاقه في فبراير 2021 وسلم اول دفعة دعم للمواطنين في يونيو وتوقف في نوفمبر 2021 ، والبرنامج ممول من البنك الدولي بشكل كامل وقد وصلت الأموال المسلمة ل 820 مليون دولار من جملة ملياري دولار ، كما أن البرنامج مدعوم أيضا من الاتحاد الأوروبي والمعونة الأمريكية تحت بند الحماية المجتمعية ، وقد رافق تنفيذه فساد كبير على المستويين الفني والإداري ، فلم يكن المركز القومي للمعلومات أو الجهاز المركزي للإحصاء جزءا من خطوات تنفيذه بالإضافة لكون ميزانية تنفيذ التطبيق وصلت ل 40 مليون دولار بحسب الصحفي هشام عبد الله (ود قلبا) ، كما وصف رئيس جمعية حماية المستهلك د. ياسر ميرغني عملية تعيين مدير البرنامج معتصم أحمد صالح بالفاسدة والمتجاوزة للمعاينات واللوائح .
تحقيق المرصد السوداني
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.