تسود حالة من القلق لدى قطاع أسماك مصر جراء تشغيل سد النهضة الإثيوبي الذي تؤكد السلطات المصرية وفقًا لدراسات أعدتها تأثيره على مناحي عديدة مرتبطة بشح المياه المتوقع بنهر النيل.
وحينما تبدأ إثيوبيا بتشغيل سد النهضة بكل طاقته الاستيعابية، فإن هنالك مخاطر حقيقة تهدد القطاع الزراعي بالإضافة لحصة الفرد من المياه النقية، وذلك وفقًا لما ذكره موقع قناة (الحرة).
حيث بدأت قطاعات حيوية في مصر بعملية التهيأة لنتائج وخيمة فور تشغيل سد النهضة.
الثروة السمكية في خطر
وبحسب دراسة جديدة صادرة من معهد التخطيط القومي المصري، فإن 12 نوع من أسماك مصر المتواجدة في نهر النيل ستكون عرضة إما للنقص الشديد أو الاختفاء نهائيًا، فور الانتهاء من تشييد سد النهضة.
وجاءت الدراسة تحت عنوان “تداعيات سد النهضة المحتملة على إنتاج الأسماك في مصر ووسائل التخفيف من آثاره”، حيث أكدت أن الأسماك التي توجد في المياه العذبة تمثل نسبة 75% من جملة الإنتاج المصري للأسماك، لتوفر 1.7 مليار دولار.
وتؤكد الدراسة أن تشييد سد النهضة سيكون له آثاره على زيادة نسبة ملوحة مياه نهر النيل، مما سيتسبب في إحداث نقص شديد في عملية إنتاج الأسماك.
وحددت الدراسة نوع سمك “البلطي” كونه الأكثر شيوعًا واستهلاكًا في مصر.
تقليل الأضرار
أفصح مدير عام المزارع في هيئة الثروة السمكية، أحمد سني، بأن مصر بها 300 ألف فدان من المزارع السمكية، وهي تمثل 81% من إنتاج أسماك مصر حيث توفر 1.9 مليون طن سنويًا.
ويشير سني أن هيئة الثروة السمكية بدأت في الفترة الماضية العمل على مضاعفة إنتاج المزارع السمكية حتى تواصل عملها طوال فترة الـ10 سنوات القادمة.
وكشف بأن هنالك اتفاق تم بين وزارتي الزراعة والري بموجبه بدأ العمل على إصدار التراخيص بصورة موسعة حتى يتم إنشاء “الاستزراع التكاملي” للأسماك وهو الذي يعتمد في الأساس على المياه الجوفية في المناطق القاحلة.
إنخفاض في الثروة السمكية
على الرغم من تطمينات مدير عام المزارع في هيئة الثروة السمكية، إلا أن عدد من الخبراء كانت لديهم وجهة نظر مخالفة، بشأن زيادة مساحة المزارع السمكية، نظرًا لشح الماء في الوقت الراهن أو مستقبلًا مع اكمال إنشاء السد الإثيوبي.
وفي هذا الصدد تؤكد الخبيرة الاقتصادية، يارا الكحكي، “بعد خمس سنوات من الآن سيظهر تأثير على أسعار اللحوم والدواجن، وذلك بسبب انخفاض إنتاج الأسماك المتوقع”.
كما يرى محلل الاقتصاد الكلي، محمود أمين، أن تأثيرات سد النهضة على المياه في نهر النيل، سيكون له آثاره السالبة على أسماك مصر التي تعيش في النهر أو المزارع السمكية.
ويشير أمين أن الحكومة المصرية عليها العمل منذ الآن لإيجاد حلول لهذه الازمة المتوقعة، كأن توفر الأسماك عن طريق الاستيراد من السوق الآسيوية، أو تعمل على زيادة الإنتاج من البروتين الحيواني “بدلا للأسماك”، لكنه وبحسب أمين، لا يشكل خطورة على الحكومة المصرية لأنها تحقق وفرة في إنتاج الدواجن.
تداعيات اقتصادية واجتماعية
وتشير الدراسة الصادرة من معهد التخطيط القومي، بأن الآثار المترتبة على إنتاج الأسماك في مصر، لها تداعيات اقتصادية واجتماعية سالبة، كخروج العديد من الاستثمارات الكبيرة والأيدي العاملة من هذا القطاع.
ومن أكثر أسماك مصر التي توقعت الدراسة تضررها ما يسمى باستاكوزا المياه العذبة، والتي تعمل فيها حاليًا 5 مصانع، بجملة استثمارات تفوق عن 31 مليون دولار وتوفر فرص عمل لـ 700 عامل أساسي، فضلًا عن 5 آلاف عامل في القطاعات الأخرى ذات الصلة.
وتصدر مصر الاستاكوزا، إلى أوروبا والصين والولايات المتحدة، بقيمة مالية تصل إلى 32 مليون دولار.
