إسلاميون وشيوعيون والحالات المتشعبة في السودان

0

حث أبو حذيفة السوداني، أنصار تنظيم القاعدة للاستفادة من حالة عدم الاستقرار الأمني وهشاشة الأوضاع في السودان للترتيب لتنفيذ هجمات إرهابية، مؤكدًا على ضرورة استهداف جهاز المخابرات العامة السوداني وإدارة مكافحة الإرهاب التابعة له، فضلاً عن استهداف المؤسسات الاقتصادية للجيش السوداني والعمل على استنزافها بهدف إضعاف القوات المسلحة توطئةً لإلحاق الهزيمة بها.

لكن مراقبين قالوا ان تنظيم القاعدة الارهابي الخطير يستند في كلامه الى جاهزية عناصر واتباع جماعة الاخوان المسلمين الارهابية وبقايا الكيزان لكي يقوموا بعملية ثأر ومحاولة للعودة الى السلطة واعادة بناء دولة الرجعية والتخلف بتاعهم كما قاموا في العام 1989 المشؤوم. فالارهاب متعدد الاوجه لكن له نفس الاهداف الخطيرة المتخلفة وهو اقامة الجهل والرجعية وفرض الجهل والغباء العام.

لا شك ان المسافة الفكرية بين الشيوعيين والاسلاميين دائماً كانت بعيدة للغاية. ويتجاوز الاختلاف بين هذين التيارين، الإسلامي والشيوعي، الموجودين منذ ظهور الحركة الوطنية السياسية في البلاد في أربعينيات القرن العشرين، الرأي السياسي. فهو اختلاف في الاعتقاد وفي فهم كلّ منهما للحرية وممارستها وتطبيقها. ان الفرق بين الإسلاميين والشيوعيين في السودان كبير، خصوصاً في القضايا الرئيسة لكبير.

أما أبو حذيفة السوداني فقد فر من عملية مُحكمة للقبض عليه بواسطة السلطات السورية بعد فشل تنفيذ عملية إرهابية داخل أراضيها وفرّ إلى العراق ومنها باكستان، وبعد عودته للخرطوم، تم توقيفه وتسليمه للسعودية ليتم سجنه لقرابة العشر سنوات، وبعد الإفراج عنه التحق بصفوف حراس الدين بسوريا إحدى المجموعات المُقاتلة والمُبايعة للقاعدة.

فبات بحسب متابعين واضحا للجميع ان الإسلاميين يستخدمون الدين كتجارة للوصول إلى مآربهم، لا سيما السلطة، مستغلّين تعاطف الشعب السوداني مع الدين. لكن العقود الثلاثة الماضية كشفتهم على حقيقتهم بممارساتهم التي تتنافى مع القيم الدينية والإنسانية باستخدام كل أشكال العنف والقتل لمجرد الاختلاف في الرأي.

لا شك ان الشيوعية فكر عالمي حديث، بينما يصنّف فكر الإخوان المسلمين بأنه يتبع للعصور الوسطى بتاع الجهل والغباء والتخلف. لكن ومن ناحية التنظيم نجد أن الحركة الإسلامية في السودان كانت دائما تقلد التنظيم الشيوعي وطبّقت النهج التنظيمي الخاص بالحزب الشيوعي، لأنه لم يكن لديها تاريخ معروف في الحياة السياسية السودانية.

الخلافات بين الطرفين سببها الفرق الشاسع بين الفكرين ومن جهة الخلافات السياسية داخل السودان، لكن قطار الثورة يمضي والتوظيف السياسي حالة شائعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.