اتجاه اللواء حفتر لتقسيم ليبيا.. حدوث الممكن في ظل المستحيل
دارت العديد من ردود الأفعال في الشارع الليبي خلال الساعات القليلة الماضية لا سيما عقب إعلان اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن إسقاط اتفاق الصخيرات السياسي .
رد فعل متوقع
ومعظم هذه الردود اتفقت على أن الإعلان جاء نتيجة للخسائر العسكرية التي تكبدتها قواته مؤخراً، كما أن حفتر يسعى من خلال الإعلان إلى تعويض فشله في الوصول للحكم بقوة السلاح .
وفي أول ردة فعل للإعلان رفضت الولايات المتحدة الأميركية الإعلان، وقالت السفارة الأميركية في بيان إن “الولايات المتحدة الأميركية تأسف لاقتراح قائد القوات المسلحة العربية الليبية خليفة حفتر بأن التغييرات في الهيكل السياسي في ليبيا يمكن فرضها من خلال إعلان أحادي الجانب، وتكرّر الدعوة إلى وقف فوري للأعمال العدائية لدواع إنسانية في المقام الأول ” .
ونقلت “الأناضول” عن مسؤول في الخارجية الروسية، قوله إن “موسكو متفاجئة جداً من تنصيب حفتر نفسه حاكماً لليبيا”.
ويرى العديد من الخبراء السياسيين في البلاد بأن الإعلان الذي لوح به اللواء حفتر قد يكون يحمل رسالة مضمونها هو تقسيم البلاد في حال فشله في إسقاط العملية السياسية، وهو أمر بالغ الخطورة على حفتر في ظل المعاناة التي يعيشها هو وجنوده بعد الهزائم الأخيرة التي تلقاها .
تجاهل البعثة الأممية
وتتجاهل البعثة الأممية في ليبيا إعلان حفتر، حيث فضلت الترحيب بمبادرة رئيس مجلس النواب المجتمع بطبرق، عقيلة صالح، لحل أزمة البلاد سياسياً في المقام الأول .
ولفت مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني إلى ضرورة انتظار موقف المجتمع الدولي من إعلان حفتر، وذلك يأتي لأهمية إعلان حفتر بالنسبة للمجتمع الدولي، لا سيما الدول الداعمة لحفتر .
وقال طاهر السني في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، “من المفيد متابعة موقف المجتمع الدولي من هذا الانقلاب” .
ويعمل السني على مطالبة المجتمع الدولي بالإجابة عن سؤاله “هل هناك لبس في كونه المعرقل للعملية السياسية وقرارات مجلس الأمن؟ وهل لديه هو وقواته أي شرعية وغطاء سياسي بشكل مباشر أو غير مباشر من مجلس النواب، كما كانت تتحجج به الدول الداعمة له؟” .
مجلس النواب يتجاهل الإعلان
وبدلاً من إعلان موقفه من دعوة حفتر للتفويض، عقد رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، جلسة غير رسمية بمقر إقامته بمدينة القبة، شرق البلاد .
وشارك عدداً من عدداً من الرموز القبلية في الجلسة، ليل أمس الاثنين، ودعوا إلى ضرورة وأد الخلافات بينه وبين حفتر للحفاظ على وحدة الصف من جانب، ومن جانب آخر تحذيره من دموية حفتر وعدم المخاطرة بالإعلان رسمياً عن رفض مشروعه .
وبرزت العديد من ملامح القلق الذي يعيشه حفتر بسبب تزايد ضعف سيطرته في بعض المناطق، ما حدا ببعض المراقبين للقول إن أحد أهداف إعلان حفتر هو إحراج القبائل التي تقع في مناطق سيطرته ووضعها أمام خيارات ضيقة لإحكام قبضته عليها مجدداَ، كما أن بيانات التفويض التي تبث على شاشات الفضائيات الموالية لحفتر “ليست سوى تحصيل حاصل لأن الرجل هو الحاكم الفعلي لكل إقليم برقة” .
كما أن الشكل الفعلي للمعارضة شرق البلاد “يتوقف على ما ستسفر عنه العمليات العسكرية في غرب البلاد وانعكاسات ذلك على الجبهة الداخلية لحفتر في برقة”، وتعاني براقة من أزمة قيادات حقيقية، ما يجعل رموزاً قبلية تتخوف من تعقيد مسألة إيجاد بديل .