اتفاق تاريخي.. ترقب وانتظار لتوقيع الحكومة السودانية وحركات التمرد
من المقرر أن يتم اليوم الأثنين في عاصمة جنوب السودان جوبا التوقيع النهائي لاتفاق السلام الشامل بين الحكومة السودانية وبين الحركات المسلحة بحضور عدد من الشخصيات المهمة يتقدمهم رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ورئيس جنوب السودان الدكتور سلفاكير ميارديت .
وعقب التوقيع النهائي سوف تشارك الحركات المسلحة في السلطة الانتقالية الحالية بشكل مباشر، إذ أن 3 أعضاء سيتواجدون بمجلس السيادة، و5 مقاعد بمجلس الوزراء، و75 مقعداً في البرلمان القومي، هذا بالإضافة إلى مناصب في المفوضيات المستقلة والحكومات الولائية .
ترقب وانتظار
ويعتبر الحدث من الأحداث التاريخية في تاريخ السودان الحديث، إذ أن الحرب أرهقت هذا البلد بشكل كبير، وعملت على استنزاف موارده في عهد الحكومة السابقة التي أولت تأجيج الصراع في مناطق مختلفة في البلاد اهتماماً كبيراً .
وبعد نجاح ثورة ديسمبر في البلاد وتشكيل الحكومة الانتقالية الحالية، والتي نجحت في اقتلاع نظام الرئيس السابق المعزول عمر البشير، يعتبر الاتفاق الذي سوف يتم توقيعه اليوم أول اتفاق بعد سقوط الحكومة .
ومن جانب آخر فإن السودانيين يترقبون مراسم توقيع الاتفاق التاريخي اليوم، وذلكبعد أن أعلنت دولة جنوب السودان اكتمال كافة الترتيبات المتعلقة بالتوقيع النهائي .
ملفات رئيسية
ومن المقرر أن يتضمن توقيع اتفاق السلام النهائي على ملفات رئيسية، إذ يعتبر ملف تحقيق الأمن بعد التوقيع بجانب ملف تحقيق العدالة الانتقالية الأبرز من بينها .
ويتضمن الاتفاق على تقاسم السلطة والثروة، وتحقيق العدالة الانتقالية في البلاد، بجانب إعادة النازحين الذين تضرروا من الحرب إلى مناطقهم المختلفة .
وأيضاً من الملفات التي سوف يتم التطرق إليها ومناقشتها هو ملف ملكية الأراضي والحواكير، إذ أن ملف الحصول على التعويضات سوف يكون من ضمن الأولويات بالنسبة للحكومة الحالية .
وسوف يتم بموجب الاتفاق تشكيل قوات مشتركة من الحركات المسلحة والجيش السوداني والدعم السريع، إذ أن مهمتها الأساسية تتشكل في حفظ الأمن في مناطق النزاع .
فرحة ناقصة
وما يجعل فرحة السودانيين غير مكتملة هذا اليوم هو أن أثنن من الحركات المسلحة لن تكون متواجدة في لحظة توقيع الاتفاق التاريخي باعتبار أن لهم مطالب لم تقم الحكومة بتنفيذها .
وهذه الحركات تتمثل في حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، المتمركزة في منطقة جبال مرة، والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، والتي تسيطر على أجزاء واسعة في منطقة جنوب كردفان، كما ان الحركتان لديهما الكثير من الثقل الشعبي في تلك المناطق الامر الي يقودنا إلى أن فرح التوقيع سف تكون ناقصة للسودانيين .