اتهام أمريكي لروسيا بشأن توريد طائرات إلى ليبيا.. والجيش الوطني الليبي يبرئ نفسه

جانب من طائرات الميغ 29 المصدر تونس الآن
0

أثارت تصريحات القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا ” أفريكوم ” حول اتهام توريد روسيا لعدد من مقاتلات (ميغ 29) في الأيام الماضية إلى ليبيا جدلاً كثيفاً في الشارع السياسي العالمي .

وأوضح عدد من المراقبين بأن الأمريكان لم يوفقوا في الطريقة التي تحدثوا وصرحوا بها عن إرسال روسيا لعدد من طائرات (الميغ 29) إلى ليبيا، أبانوا الى أن أمريكا تجاوزت الحقيقة إلى الادعاء.

نظرة أفريكوم

وكانت أفريكوم قد قالت في فحوى بيان بأن ما لا يقل عن 14 مقاتلة حربية روسية تم إرسالها إلى ليبيا، وذلك لدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر والذي خسر قاعدة الوطية لصالح قوات الوفاق الليبية قبل عدة أيام .

وكانت القيادة العسكرية الأمريكية قد نشرت العديد من الوثائق على صفحتها الرسمية بموقع التويتر فيما يتعلق بالحادثة والتي اتهمت القيادة روسيا بعد ما رصدت تحرك هذه الطائرات من روسيا خلال شهر مايو الحالي وتوجهها إلى سوريا .

وتفيد الوثائق بأن الطائرات والتي هي من نوع ( ميغ 29 ) وصلت إلى سوريا وتحديداً في قاعدة حميميم غرب سوريا، وتم طلاء هذه الطائرات بلون آخر غير الذي جاءت به من روسيا، ثم خرجت من القاعدة وتوجهت إلى ليبيا وتحديداً إلى قاعدة الجفرة .

وبحسب ما أشار العديد من الخبراء السياسيين فإن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن قادرة على اقناع العالم بأن روسيا هي المرسل الأساسي لهذه الطائرات إلى ليبيا، لان ما استندت عليه ضعيف وليس للامريكان حجة قوية، وأن المزاعم ما هي الا محاولة للفت الانظار العالمية من الفشل الامريكي في التعامل مع الازمات التي تواجهها.

مراوغة أمريكية

وتشير الصورة أدناه إلى أنه ليس هناك مكان معين ووقت محدد لالتقاط الصور، وهو الأمر الذي اعتبره الكثير من المحللين السياسيين بأنه مراوغة سياسية ضعيفة أمريكية تجاه روسيا .

ويظهر في بعض الصور بأن الجزء الخلفي للطائرة يحمل نجمة بينما أورد الأمريكان في التصريح بأن كل العلامات قد تم حذفها .

كما أن الصور المتداولة في التويتر وعلى صفحة (الأفريكوم) تفيد بأنه تم حذف أجزاء منها، وهو ما يشير بشكل أو بآخر إلى أن الصور قد دخلت في عملية مونتاج”فوتشوب” بطرق مختلفة .

ويعتقد الكثير من المتابعين للشأن السياسي العالمي بأنه من الصعب أن يتم تصنيف بعض الطائرات ببعض الصور، باعتبار أنها ليست واضحة للعيان، وبذلك يفشل اتهام أمريكا لروسيا بأنها هي التي قامت بإرسال طائرات (ميغ 29) إلى ليبيا .

رد فعل روسي

تصريحات القيادة الأمريكية قابلها الروس بنوع من الاستهجان لا سيما من قبل شخصيات كبرى في الحكومة الروسية .

حيث اعتبر فيكتور بونداريف رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الفيدرالية الروسي بأن تصريحات القيادة العسكرية الأمريكية ما هي إلا هراء .

ووصف بونداريف بأن (ميغ 29) والتي تحدثت عنها ” أفريكوم ” تعتبر من أفضل المقاتلات في العالم في الوقت الراهن .

وأشار إلى أن روسيا لا يمكنها أن تقوم بمثل هذا الأمر، معتبراً أياه نوع من الغباء الذي تمارسه ” أفريكوم ” على حد وصفه .

ونفى بوندادريف أن يكون لروسيا دخل في هذا الأمر، منوهاً إلى أن ميغ 29 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي انتشرت في العالم، وليس الأمر حكراً على روسيا فقط .

ومن المتعارف عليه فإن العديد من الدول الإفريقية يتواجد فيها هذا النوع من الطائرات والتي تعمل كل دولة من أجل بقاءه في أراضيها بهدف الحماية .

وعقب الحرب العالمية الثانية سارعت العديد من دول العالم العظمى كدول السوفيت بشكل أساسي إلى صناعة هذا النوع من الطائرات الذي تعمل على اقتناءه العديد من الدول الأوروبية والغربية وأيضاً الأفريقية، وذلك  بهدف التأمين والحماية من الحروب والظروف المختلفة التي من الممكن أن تواجه الدول .

ولا شك أن لطائرات (ميغ 29) قدرة خارقة وخيالية في القتال في الأحراش وفي المناطق المختلفة، وهو ما تشهد عليه الحرب في سوريا حينما قامت القوات السورية باستخدام الطائرات في القضاء على الأعداء في العديد من الحروب التي شهدتها البلاد في وقت سابق .

نفي ليبي

من جانبه نفى أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي ما راج في العديد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية عن استلامهم لطائرات من روسيا واصفاً الامر بالفبركة .

وأوضح بان البلاد لم تستلم منذ سنوات طويلة أي مقاتلات حديثة، منوهاً إلى أن الحرب الإعلامية دائماً ما تكثر في مثل هذه الأجواء التي تعيشها البلاد .

واعتبر أن الفترة الحالية هي فترة معقدة في حياة الشعب الليبي باعتبار أن الحرب الضروس تشتعل في الكثير من المناطق، معتبراً أن الفترة المقبلة سوف تشهد البلاد فترة من السلام .

نظرة أفريكوم

وكانت أفريكوم تعتقد بأن الطائرات العسكرية من الممكن أن تعمل على توفير الدعم الجوي لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر .

إذ من الممكن أن تقوم هذه الطائرات بحسب أفريكوم بالكثير من المهام المميزة التي تجعل من قوات حفتر بعد خسارة الوطية تعمل على لم الشتات واستجماع القوى الخائرة، وذلك من أجل العودة مرة آخرى إلى ضرب أهداف مختلفة في ليبيا .

ويعتقد ستيفن تاونسند قائد القوات الأمريكية في أفريقيا بأن روسيا تحاول قلب الموازين لصالحها فيما يتعلق بتوسيع النفوذ في ليبيا، والقارة الأفريقية بشكل عام .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.