احمد العمدة والصراع في النيل الأزرق أين أنت يالحاكم


في الوقت الذي كان فيه مالك عقار واحمد العمدة يعقدان اجتماعا مع الرئيس سلفا كير نهار امس الخميس ويبحثان عودة اللاجئين من إقليم النيل الأزرق المتواجدين منذ سنوات في دولة الجنوب بحسب بيان الرئاسة الجنوب سودانية، اندلع مساء نفس اليوم الخميس قتالا عنيفا في منطقة ( قنيص) مخلفا ٧ قتلى وانتقل القتال صباح اليوم الجمعة في منطقة ام درفة مخلفا ١٠ قتلى وعشرات الجرحى ، لتعلن حكومة الإقليم حالة الطؤاري وتدمع وتدمى قلوب المواطنين على تجدد العنف ألذي حسبوه انتهى بتوقيع اتفاقيات الصلح التي جرى توقيعها شهر يوليو معيدة ما كنا نقوله ان اتفاقات الصلح الفوقية لن تنهي دوامة العنف مالم تعالج قضايا التمثيل السياسي في حكومات الإقليم والمركز المرتبطة باكمال عملية السلام مع الذين لم يوقعوا على اتفاق سلام جوبا من جهة واستيعاب مختلف القوميات في النيل الازرق مع حفظ الاوزان السياسبة تاريخيا من جهة اخرى ، الى جانب وضع حلول جزرية لقضايا الأرض والمواطنة .
ولكن يظل هناك سؤال هل يوجد ارتباط بين زيارة عقار والعمدة إلى جوبا والقضايا التي جرت مناقشتها مع سلفا كير وتجدد العنف في النيل الازرق ؟ ام هو محض تزامن غير مقصود؟
٢
بينما كانت أنظار كل المراقبين محليا واقليميا عينها على جوبا تترقب اللقاء بين البرهان ورئيس الوزراء الإثيوبي ابي احمد في جوبا يوم ٣٠ اغسطس لمناقشة قضية الحدود والفشقة برعاية جنوب سودانية ، لم يعقد اللقاء وبدلا عن ذلك تجدد العنف بشكل قوي جدا بين الجيش الاثيوبي وجبهة تحرير تيغراي في القشقة الكبرى على جانب الحدود السودانية الاثيوبية ، وسط دهشة المراقبين لان الجميع كان يعتقد الازمة الاثيوبية الداخلية ولحدودية مع السودان في طريقها للحل بعد لقاء ابي احمد _ البرهان في نيروبي وإكمال اديس ابابا الملء الثاني دون تصعيد من السودان ، لكن يبدو أننا ما زلنا بعيدين عن بوادر انهاء هذه الأزمة دعك من الحلول النهائية في سد النهضة او الصراع الحدودي على الفشقة وان سلام إثيوبيا الداخلي بعيد المنال ، ويظل السؤال هل فشل عقد لقاء البرهان_ ابي احمد في جوبا يرتبط بتجدد العنف بين الحكومة واقليم تيغراي وهل يعد ذلك القتال رسالة من أطراف في اثوبيا ردا على التقارب ألذي بدا مع السودان ؟
٢
وصل السفير الامريكي الجديد للخرطوم وقدم أوراق اعتماده للبرهان واعتبره كثيرون اعتراف بسلطة الأمر الواقع في السودان ، وفي المساء عقد تحالف الحرية والتغيير (المركزي) ندوة صحفية كشف من خلالها انه سيبدأ برنامجا تصعيديا للتظاهرات وسيصل زروته يوم ٢١ أكتوبر لاسقاط (الانقلاب) عوضا عن اعلانهم لاوراقهم ووثائقهم الدستورية التي قال المهندس خالد عمر يوسف في لقاء (الجزيرة مباشر) انه سيتم الإعلان عنها .
ويظل السؤال هل تراجع الحرية والتغيير عن اعلان وثائقها الدستورية الجديدة يوم الخميس مرتبط بتقديم السفير لاوراق اعتماده ام هو محض تزامن غير مقصود ؟ لكن الثابت ان شهر سبتمبر واكتوبر سيكونان حاسمين في مسار الازمة الداخلية في السودان ففي ألذي تنشط فيه قوى لتقديم وثائقها الدستورية للرأي العام والوسطاء تبشر قوى سياسية ومجموعات لجان المقاومة بجدول تصعيدية ومن غير المعروف ماهو الطريق ألذي سيسلكه سفير واشنطن نحو هذين الخطين المتوازيين ام هناك نقطة في المنتصف لانراها نحن بالعين المجردة ؟.
عمار عوض

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.