لا زالت قضية سد النهضة تثير الكثير من الجدل بين الدول الثلاث المعنية بهذا الأمر وهي إثيوبيا والسودان ومصر، وشهدت الساعات الماضية جلسة مفاوضات آخرى برعاية أفريقية خالصة، وذلك بغية التوصل إلى اتفاق لحل القضية .
وساطة أفريقية
وبعد أن انهارت المفاوضات الأمريكية استؤنفت بعد ظهر أمس وبتقنية الفيديو المفاوضات الخاصة بسد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان تحت إشراف الوساطة الإفريقية برئاسة جنوب إفريقيا والتي تتولى رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي .
ويعرف عن المفاوضات خلال الفترة الماضية بأنها اتخذت مساراً تصعيدياً واتجهت مصر إلى مجلس الأمن لمرتين من أجل شكوى إثيوبيا حول سد النهضة .
وتلقى رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء رسالة من رئيس جنوب أفريقيا، أثنى فيها على الدور الإيجابي والبناء الذي قام به دكتور حمدوك في الاجتماع الأخير لرؤساء دول وحكومات مجلس الإتحاد الأفريقي والسودان وإثيوبيا ومصر حول سد النهضة الإثيوبي .
وكان السيد سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي قد قال ” إن مساهمة د. عبد الله حمدوك في الاجتماع عبرت عن التزام السودان بالتوصل لحل سلمي متوافق عليه بين الأطراف ” .
وأعرب السيد سيريل رامافوزا عن تقديره لامتناع السودان عن اتخاذ أية إجراءات أو الإدلاء بتصريحات من شأنها تعكير الأجواء والتأثير سلبا على المفاوضات بين الأطراف المختلفة .
خطوات مصرية متوقعة
وفي المقابل كان الدكتور علاء الظواهري؛ عضو اللجنة الوطنية لتقييم آثار سد النهضة الإثيوبي قد كشف عن الخطوات التي قد تتخذها مصر حال عدم التوصل لاتفاق حول أزمة السد .
وقال الظواهري في تصريحات لبرنامج “التاسعة” الذي يُبث على قناة “مصر الأولى”: “هناك اتفاق على البنود الفنية لسد النهضة بنسبة 90%”.
وأضاف: “مصر ترفض ملء السد بشكل أحادي دون اتفاق ومصر قد تصعد القضية حال عدم الوصول إلى اتفاق”.
وتابع: “قد نتوجه إلى محكمة العدل الدولية إذا لم نصل إلى اتفاق حول أزمة السد“.
دور سوداني إيجابي
وفي السياق كان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش قد أكد في لقاء سابق بالمجموعة العربية في الأمم المتحدة أن نقطة الارتكاز في الحل المرتقب هي موقف السودان .
وأشاد غوتيريش بمسودة الاتفاق التي أعدها السودان وأعتبرها الإطار الأفضل للتفاوض للوصول لحل لأزمة تشغيل سد النهضة .
ونوه غوتيريش إلى أن المخرج من مفاوضات سد النهضة هذه المعضلة هو الموقف السوداني والجهود التي يضطلع بها رئيس وزرائه الدكتور عبد الله حمدوك في هذا الشأن .
