اشتباكات جنوب العاصمة وقصف عنيف في الخرطوم بحري ودعوة اممية للمساعدة بإنهاء القتال

قصف الجيش السوداني أهدافا للدعم السريع في الخرطوم بحري مع استمرار القتال بين الطرفين رغم محادثات الهدنة بينهما في جدة ووسط دعوات حقوقية أممية للدول ذات النفوذ في المنطقة للمساعدة في إنهاء القتال.

وقال مراسل الجزيرة إن سلاح الجو السوداني امس الخميس قصف بعنف أهدافا للدعم السريع في ضاحية شمبات شمالي الخرطوم بحري، في اليوم 27 من القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وكانت انفجارات قوية قد هزت الخرطوم الأربعاء، وقال أحد سكان أم درمان في ضاحية شمال غرب الخرطوم لوكالة الصحافة الفرنسية “أيقظتنا الانفجارات ونيران المدفعية الثقيلة”، بينما استهدفت “غارات جوية” أحياء سكنية، ردت عليها “رشاشات مضادات جوية”.

وأفاد سكان في العاصمة بوقوع اشتباكات قرب المدينة الرياضية جنوب الخرطوم واشتباكات في شارع الـ60 شرق المدينة، كما أفاد شهود بتحليق مكثف للطيران الحربي فوق منطقة بري شرق القيادة العامة للجيش، مع سماع أصوات مضادات أرضية.

وتحدث شهود في مناطق متفرقة من العاصمة خلال الليل عن دوي انفجارين كبيرين، وأشار آخرون لاحقا إلى معارك تجري في شوارع بشمال العاصمة البالغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة.

كذلك أكد سكان في العبيد على مسافة 350 كلم غرب الخرطوم وقوع مواجهات وانفجارات في مدينتهم.

وفي إطار آخر، قالت لجنة أمن الخرطوم -أمس الأربعاء- إنها أوصت رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بإعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة وحظر التجول في ولاية الخرطوم.

وذكرت اللجنة -في بيان- أنها قررت رفع توصيات عاجلة لرئيس مجلس السيادة لإعلان “حالة الطوارئ بالولاية وحظر التجول، وإعلان التعبئة العامة، واتخاذ معالجات عاجلة لسد الفجوة في المواد الغذائية والخدمات”.

ولجنة أمن الولاية تتبع للعاصمة الخرطوم برئاسة الوالي أحمد عثمان حمزة، ومهمتها تنحصر في حفظ الأمن.

دعوة أممية للمساعدة
على الصعيد الإنساني حث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الخميس الدول التي لها نفوذ في أفريقيا على المساعدة في إنهاء القتال بالسودان، وقال إن الطرفين المتحاربين انتهكا القانون الإنساني الدولي.

وقال تورك خلال اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان في جنيف اليوم الخميس “أستغل هذه الفرصة لأحث جميع الدول ذات النفوذ في المنطقة على التشجيع، بكل الوسائل الممكنة، على حل هذه الأزمة”.

وأضاف “أدين بشدة هذا العنف الطائش الذي داس فيه الجانبان على القانون الإنساني الدولي”.

كما حث وزير الدولة البريطاني للتنمية وشؤون أفريقيا آندرو ميتشيل مجلس حقوق الإنسان على الضغط من أجل المساءلة بشأن العنف في السودان، لكن مبعوث السودان للمجلس عارض ذلك، قائلا إن الأحداث الجارية هناك هي “شأن داخلي”.

وكان مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث اقترح على طرفي الصراع في السودان التعهد بضمان مرور المساعدات الإنسانية عبر إعلان مبادئ.

وتسبب الصراع بالسودان في أزمة إنسانية في ثالث أكبر دولة في أفريقيا، وأدى إلى نزوح أكثر من 700 ألف شخص داخل البلاد، فضلا عن فرار 150 ألفا إلى دول الجوار.

وتوقع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة -أمس الأربعاء- أن يعاني ما يصل إلى 2.5 مليون سوداني من الجوع في الأشهر المقبلة بسبب الصراع الحالي، وذلك يرفع عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد هناك إلى 19 مليونا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.