اطارى قحت والغرب
منذ ان أعلن الاتفاق الاطاري الذي تفادى عمداً مناقشة المسائل الحرجة، صرحت على الجزيرة مباشر بأنه من الأجدى للفاعلين السياسيين الشروع في تكوين الحكومة لأن التداول في القضايا الاربع سيأخذ وقتاً قد يتجاوز العقود (اجراءات العدالة الانتقالية مثلاً ما زالت جارية في رواندا)، فيلزم الاهتمام بمعاش الناس والعمل للاعداد للمؤتمر الدستوري الذي سيحل مقام الورش التي لم تقام منها غير ورشة واحدة هي ورشة ازالة التمكين تم التداول فيها بين نخبة من المختارين واعتذر المعنيون عن باقي الورش (العدالة الانتقالية، هيكلة الجيش، قضايا الشرق واتفاقية جوبا، إلى أخره).
يلزم أن تكون (قحت) أو ما بقي منها واقعية حتى لا ترفع سقف التوقعات وأن تكون ذات صدقية وشفافية في التداول مع الجمهور وأن تعمد لتمليكه الحقائق دون مواربة أو لف ودوران. يلزمها عاجلاً أن تواجه الجمهور عن عجزها في تضمين بند في الاتفاق الاطاري ينص على ضرورة محاسبة مرتكبي جريمة فض الاعتصام، او ارغام اللجنة الامنية على التنازل عن الحكم أو حتى تسليم المخلوع عمر وبشير وزملائة للجنائية الدولية. حتى متى يختبئ الساسة خلف العبارات الفضفاضة التي تزدان بها الشاشة البلورية وتَسْود بها قلوب الناس؟ على الساسة أن يمتلكوا الشجاعة لاتخاذ القرار وتحمل تبعاته، وهذا لعمري هو الفرق بين الناشط والمحترف.
لن يطول الامر قبل ان تتصدى جهة (مدنية او عسكرية او الاثنان معاً) لحسم هذه التفلتات العسكرية والسياسية فقد بلغ السيل الزبى ولا يمكن للمعاناة ان تطول اكثر من ذلك، لا أن يسمح لمجموعة من الهواة التلاعب بمصير الشعب السوداني بهذه الطريقة. يجب ان تشمل المحاكمات الميدانية حينها العملاء من العسكريين والمدنيين، اللصوص المارقين، النّهابة المحترفين الذين يتغولون على ثروات المواطنين، الاعلاميين التافهين، الاعلاميات الساقطات، إلى أخره من المجرمين الذين اعاقوا امكانية تقدم الشعب لعقود. إلى حين حدوث هذا الامر فلا اتوقع غير الوعود ومزيد من تداعي الوفود!
دكتور الوليد آدم مادبو
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.