اعتصام نيرتتي .. مطب جديد أمام طريق الحكومة الانتقالية في السودان

جانب من اعتصام مدينة نيرتتي بولاية وسط دارفور بالسودان \ Radio Dabanga
0

تصدر اسم اعتصام مدينة نيرتتي التي تعتبر أكبر مدن محلية غرب الجبل بولاية وسط دارفور بالسودان قائمة محركات البحث والاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي في السودان.

فالمدينة ذات الطبيعة الساحرة التي يبلغ عدد سكانها (١٢٠ ألف نسمة) دخل اعتصامها المطلبي الشعبي الكبير (اليوم الأحد) يومه الثامن وسط تضامن لافت من فئات المجتمع السوداني المختلفة والمنظمات الحقوقية والحركات المسلحة ولجان المقاومة والكيانات النقابية.

مطالب المعتصمين

وبحسب موقع (البلاد) السوداني، يطالب مواطنو نيرتتي من الحكومة إقالة مسؤولي السلطة المحلية، وجمع السلاح غير المقنن، وإيقاف الدراجات البخارية، وتوفير الحماية لهم، واستراد المواشي التي نهبت بواسطة المليشيات المسلحة، وتقديم الجناة إلي العدالة، إضافة إلى حماية الموسم الزراعي، وفتح المسارات لتجاوز الاحتكاكات بين الرعاة والمزارعين.

حمدوك يشيد بسلوك المعتصمين

ولم يفت على رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الانحناء تقديراً واحتراماً للاعتصام والتعبير السلمي المستمر، مع الإشادة بالسلوك المتحضر لأهل المنطقة في طرح مطالبهم التي وصفها بالعادلة والمستحقة.

وأعلن حمدوك في تغريدة على منصات التواصل الاجتماعي (الجمعة) توجه وفد حكومي لزيارة نيرتتي ولقاء المعتصمين للعمل على تحقيق مطالبهم لضمان استقرار المنطقة.

حراك سلمي

واعتبر المتحدث باسم الحكومة وزير الإعلام فيصل محمد صالح اعتصام نيرتتي بأنه يمثل تطور طبيعي للحراك السلمي، مؤكداً أن الجماهير في نيرتتي أعطتهم درساً جديداً في استخدام الوسائل السلمية الجماهيرية التي ظلوا ينادون بها لوقت طويل.

وأعلن صالح توجه وفد حكومي للالتقاء بالجماهير وسماع مطالبهم المستحقة بشكل مباشر، والسعي لمعالجتها.

وفد حكومي رفيع المستوى

وصل صباح اليوم الأحد إلى مدينة نيرتتي وفد حكومي رفيع المستوى برئاسة مدير المخابرات الفريق ركن جمال عبد المجيد ، وعضو مجلس السيادة محمد التعايشي، ووزير العدل نصر الدين عبدالباري، ووزير الإعلام فيصل صالح ووزيرة التنمية الاجتماعية لينا الشيخ عمر.

وجاءت الزيارة بعد مطالبة المعتصمين في المدينة لرئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، بضرورة إرسال وفد للتفاوض في تحقيق مطالبهم ببسط الأمن في بلدتهم بعد تعرّض مزارعهم لعمليات نهب ووقوع حوادث قتل في المنطقة، والوقوف على مشاكل المعتصمين ميدانياً، وسماع مرافعة السلطات المحلية هناك، والوصول لحل نهائي لتلك المشاكل التي أقلقت مضاجع المواطنين وسببت لهم الرعب والفزع حتى يعودوا لمنازلهم آمنين مطمئنين.

وقفة احتجاجية

وتعتزم رابطة أبناء نيرتتي بالعصمة الخرطوم، والمبادرة الشبابية لدعم الاعتصام بالتعاون مع عدد من لجان المقاومة، تنظيم وقفة احتجاجية اليوم (الأحد) أمام مقر مجلس الوزراء لتقديم مذكرة للحكومة التنفيذية للإسراع في تنفيذ مطالب أهل المنطقة.

في الوقت الذي انتظمت فيه حملة شعبية مواقع التواصل الاجتماعي في السودان لمساندة المعتصمين دشنت خلالها عدد من الشعارات الداعية للوقوف خلف مواطني نيرتتي والإسراع في تنفيذ مطالب الأهالي الذين هجروا منازلهم.

وتجمع أهالي مدينة نيرتتي للاعتصام منذ (السبت الماضي) في أعداد كبيرة تقدر بحوالي (٤٥) ألف معتصم تاركين ديارهم، ومرددين مطالبهم على مسرح ساحة الاعتصام، مع مخاطبات جماهيرية وتكافل كبير وهتافات ثورية أعادت للأذهان مشهد الاعتصام أمام قيادة القوات المسلحة بالخرطوم في أبريل من العام الماضي.

جرائم الميليشيات

بدورها، قالت حركة تحرير السودان: إن مواطني نيرتتي ظلوا يتعرضون للانتهاكات وجرائم الميليشيات الحكومية بصورة يومية، موضحة أن “القتل والاغتصاب ونهب الممتلكات أصبح أمرًا مألوفًا ولا يستطيع أي مواطن الخروج من المنطقة لمسافة كيلومتر واحد دون أن يتعرض للاستهداف”.

وأشارت الحركة التي يقودها عبد الواحد محمد نور، إلى أن المزارعين توقفوا عن الذهاب إلى مزارعهم رغم حلول موسم الأمطار خوفًا من استهداف الميليشيات مما يمهد إلى حدوث كارثة إنسانية ومجاعة.

وطالبت الحركة بتوفير الأمن والحماية لمواطني نيرتتي، وإقالة المدير التنفيذي ومدير جهاز المخابرات ومدير الشرطة وقائد القوات المسلحة وقائد الدعم السريع في المنطقة، لعجزهم عن توفير الحماية للمواطنين والقبض على المجرمين، وتساهلهم مع الميليشيات بما يرتقي لمرتبة التواطؤ الصريح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.