الأطماع الغربية في الشرق الأوسط.. مآلات المستقبل وتداعيات الحاضر
لا شك أن الوطن العربي يمتلك موقع جغرافي إستراتيجي كبير في خارطة العالم أجمع، وهو أمر أجمع عليه دهاقنة السياسة في العالم العربي والغربي على حد سواء.
السيطرة على الحكومات
وهذا الأمر يجعل من الغرب يعمل جاهداً من أجل السيطرة على حكومات هذه الدول بشكل أو بآخر من أجل مصالحه الخاصة، وما المملكة العربية السعودية ببعيدة عن هذا الأمر في علاقتها مع الولايات المتحدة الامريكية .
إن تجدد الموارد هو أحد الأسباب التي يجعل جماعة من الناس يستقرون في مكان معين، وهذا الأمر تحديداً ينطبق على العديد من الدول العربية التي تمتلك موارد طبيعية كبيرة .
إن معظم الدول العربية إن لم يكن جميعها تمتلك موارد ضخمة، ويعد النفط من أبرز هذه الموارد، وهو السبب الرئيسي الذي يسيل له لُعاب العالم الغربي .
إن الأطماع الغربية على الثروة في العالم العربى لها مبرراتها وأسبابها المختلفة وأول هذه الأسباب هو المصالح .
وبحسب خبراء فإن المنطقة العربية شهدت صراعات دولية أكثر من أي منطقة أخرى فى العالم .
الانقسامات الداخلية
للغرب دور كبير في تفتيت المجتمعات العربية الهشة عن طريق السياسية التي يتبعها في تقوية جماعة أوقبيلة على حساب الأخرى، وهو أمر يمكن ملاحظته في صراعات اليمن وسوريا والعراق .
وظاهرة الانقسامات الداخلية في الدول العربية على أسس طائفية وعرقية وقبلية تعجل بوصول البلد إلى الهاوية وما جمهورية العراق بعيدة عن هذا السيناريو إذ تتصارع قرابة الـ 7 جماعات مسلحة من أجل الحصول على السلطة التي لن ينالها أي منهم بنهاية الأمر .
اتحاد عربي موحد
قد يتسائل كثيرين لماذا لا يتم تأسيس كيان كبير يجمع معظم الدول العربية يسمى بالاتحاد العربي خلافاً لجامعة الدول العربية التي تزداد مشكلاتها وانعزالها عن العالم العربي يوماً بعد الآخر، وأقرب مثال إلى ذلك سوريا التي يرى كثيرين بأن جامعة الدول العربية لم تكن قادرة على اتخاذ موقف ثابت تجاهها .
إن تأسيس اتحاد عربي يضم جميع الدول العربية يمكنه أن يسهم في حل الكثير من المشاكل في الشرق الأوسط، ولكن قيام مثل هذا التجمع ليس بالأمر السهل في ظل التداخلات والمصالح الاقتصادية المتداخلة بين هذه الدول .
الخلافات بين بعض الدول العربية أيضاً من شأنه أن يساهم في عدم إنشاء الكيان، لا سيما عندما نتحدث عن دول مثل السعودية والإمارات ومصر والتي بدورها تصف الدولة الصغيرة قطر بأنها داعمة للإرهاب، حتى أن الخلاف بين هذه الدول مع قطر على وشك بلوغ العام الرابع .
ضرورة نبذ العنف
لا شك إنّ المنطقة العربية بمعظمها تعيش الآن مخاطر التهديد للوحدة الوطنية كمحصّلة لمفاهيم أو ممارسات خاطئة لكلٍّ من الوطنية والعروبة والدين والعرق .
لقد عانت العديد من الأوطان العربية، وما تزال، من أزمات تمييز بين المواطنين، أو نتيجة ضعف بناء الدولة الوطنية ممّا أضعف الولاء الوطني لدى الناس وجعلهم يبحثون عن أطر فئوية بديلة لمفهوم المواطنة الواحدة المشتركة .
يمكن أن توصف المرحلة الحالية بأنها مرحلة حاسمة ليس فقط في «تاريخ» العرب، بل أيضاً في «جغرافية» أوطانهم وفي «هويّتهم» وفي مستقبل أجيالهم.
شعوب كثيرة في «شرق» الأرض و«غربها»، وفي «شمالها» و«جنوبها»، خلُصت إلى قناعة بضرورة نبذ العنف بين بلدانها وداخل مجتمعاتها الخاصّة، وباعتماد النّهج الديمقراطي في الحكم والعلاقات بين المواطنين والأوطان، بينما للأسف تزداد ظواهر الانقسام والعنف الدّاخلي في أرجاء المنطقة العربية .
ومن الواضح بأن الدول العربية جميعها إذا لم تقم بنبذ العنف والشتات في الحاضر فلن تقوم لها قائمة في المستقبل في ظل الأطماع الغربية على أراضيها ومواردها المتجددة والمختلفة .