الإستعمار الغربي ما بين الماضي والحاضر
التطور والتقدم لا ينحصر في المفاهيم الإيجابية فقط، فعلى سبيل المثال، الإستعمار الغربي لدول الشرق الأوسط لم ينتهي كما يظن الجميع، قد يكون أنتهى بشكله القديم القائم على السيطرة العسكرية والتي تتطلب الكثير من الميزانيات الضخمة، والتضحيات وغيرها من الأمور التي يمكن إستبدالها بغيرها الأقل إنفاقا لتحقيق نفس الهدف .
الإستعمار الغربي الحديث يتجلى في السودان بطريقة واضحة جدا، فالغرب يسلب من السودان كل شئ، وسيصل اليوم الذي تكون فيه سيادة السودان وقراراه بيد الغرب إذا لم تنتهي هذه المهزلة والمرحلة الصعبة، ولا يوجد أي بوادر للتغيير، حيث تتحكم مصالح دول الغرب بالمسؤولين المتواجدين حاليا في السلطة، ولا يوجد أي شخص في الحكومة والمجلس السيادي على قدر عالي من الخبرة والتجربة لتفادي الخداع الغربي .
الإستعمار الغربي يستحوذ على قرارات الحكومة والجيش وكل مؤسسات الدولة، بحجة التنمية والإزدهار، وهذا قد يعود لقلة خبرة صناع القرار في السودان من الناحية السياسية، ويستغل الغرب هذا جيدا .
قامت الثورات العربية لعدة أسباب واستحقاقات حقيقية، فالسودان كان يعاني الأمرين في حقبة الرئيس المخلوع، وساد الظلم والفقر والفساد والدم كل السودان لمدة فاقت الثلاثين عاما، وهذا ينطبق على كل دول الربيع العربي. استغلب امريكا والدول الأوروبية الكبرى فترة الضعف ما بعد الثورات للسيطرة على أنظمة الدول التي كانت تحاول الخروج من فترات عدم الإستقرار بأقل الأضرار الممكنة، ولكن المكر الغربي كان أقوى من المحاولات بالنهوض .
يجب أن يلقي المسؤولين في الدولة بشقيها المدني والعسكري الإهتمام الكبير لمحاولات الغرب بالسيطرة على سيادة السودان، وأن لا يتم خداعهم بالوعود الوردية بالإزدهار والتطور، لأن الشئ الوحيد الذي تقوم بتطويره هذه الدول هو الإستعمار.