الاستعمار الفرنسي الثقافي لدارفور

كثيرا ما عرف إقليم دارفور صراعات بين الرعاة والمزارعين تغذيها الانتماءات القبلية لكل طرف، فالتركيبة القبلية والنزاع على الموارد الطبيعية الشحيحة كانت وراء أغلب النزاعات، وغالبا ما يتم احتواؤها وتسويتها من خلال النظم والأعراف القبلية السائدة.. ويمثل إقليم دارفور نظرا لحدوده المفتوحة ولمساحته الشاسعة ولوجود قبائل عديدة لها امتدادات داخل دول أفريقية أخرى، منطقة صراع مستمر. وقد تأثرت المنطقة بالصراع التشادي-التشادي والصراع التشادي-الليبي حول شريط أوزو الحدودي.. وبالصراعات الداخلية لأفريقيا الوسطى فراجت في إقليم دارفور تجارة السلاح، كما تفاعلت قبائل الإقليم مع تلك الأزمات. وتكشف للمواطن الأفريقي بصفة عامة ومواطن دارفور بصفة خاصة أن كل الصراعات في المنطقة كان لفرنسا نصيب كبير بغرض التوسعة واستقلال موادر الغير واستعمار ها ثقافياََ.

تطور الفكر الانساني حتى أنتج العديد من الأسس والمبادئ التي تبنا عليها التعاملات بين الاشخاص وبين الدول. ومن ضمن هذه التطورات تطور شكل الاستعمار حتى أنتج ما يعرف بالاستعمار الجديد الذي تقهر به الشعوب في عقر دارها ويسلبهم أعز ما لديهم. كما في المقابل ظل على الدوام أنتاج الفكر المناهض للاستعمار متجددا قادرا على صياغة نفسه للتصدي وإن طال الزمان.

ولفرنسا خبرة طويلة في فنون الاستعمار القديم والحديث للشعوب وسلبها حريتها وثرواتها وطمس هويتها. رغم زعمهم بأنهم يتعاملون بناء على القيم الانسانية فيستميلون الآخر بوعود الدعم الاقتصادي والدعم الثقافي والدعم العسكري، فهذا ما جاء من وعود على لسان الرئيس ماكرون بالدعم الاقتصادي للسودان بتقديم منحه ماليه غير مشروطه والمساهمة في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وفي الجانب الثقافي قال ماكرون بدعم التعليم ودعم قيم الثورة، وفي الجانب العسكري قال ماكرون بدعم عمليه السلام ووعد بالمساهمة باستقرار السودان. وإن صح ذلك فإن فرنسا أخر من يقدم دروسًا مجانية في احترام حقوق الإنسان وتنمية أفريقيا.

في مقابل تلك الوعود بالدعم ستجني فرنسا مستعمرة جديدة لضخ الحياة في اقتصادها المأزوم، وستفتح المجال لكل الشركات الفرنسية وبالأخص التي تعمل في مجال التنقيب عن المعادن والمنتجات النفطية التي تشكل أهم وارداتهم، وستتمكن من الولوج إلى قارة عذراء في قلب القارة السمراء، قارة لا مثيل لها ولا حد لها من الموارد الطبيعية التي سوف تحصل عليها بأقل تكلفة ممكنه، وحينها يكون السودان مناطقة نفوذهم وسوقاً مفتوحاً لتصريف بعض الفائض من منتجاتهم.. لكن فهم الشعب السوداني وعلم علم اليقين أن لا مصالح لهم مع فرنسا بصفة خاصة والدول الغربية بصفة عامة.
خرج شعب دارفور مطالباََ بوقف التدخل الفرنسي في الشؤون الداخلية للسودان وخاصة دارفور خرج مطالب بطرد المنظمات الفرنسية.
ورفع المتظاهرون شعارات “لا للاستعمار الفرنسي الجديد” و “اوقفوا التدخل الفرنسي في دارفور” وغيرها من الشعارات المناهضة للسياسة الفرنسية في السودان ، ردا على السياسة التي تمارسها باريس في اقليم دارفور ، خاصة في قطاع حساس مثل في مجال التعليم ، حيث تسعى الحكومة الفرنسية إلى دمج اللغة الفرنسية في مدارس إقليم دارفور ، وتخصيص مبالغ ضخمة لدعم هذا المشروع.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.