التدخل التركي يتمدد.. وشعبي سوريا وليبيا يدفع الثمن
التدخل التركي إلى ليبيا وسوريا يعد أكبر فعل إجرامي دولي شهد العالم في السنوات الأخيرة، أصبحت تركيا تحشر أنفها في شئون الأخرين ولا تنظر إلى شئ سواء مصلحتها فقط، ولا يهمها إى ضرر يلحق بتلك الدول وشعبها.
تتعامل تركيا مع تلك الدول بتعالي وكأن الأراضي تتبع لها، ويقود الأتراك مغامرة في ليبيا وسوريا متخذ مرتزقة تلك الدول وقوداً.
ناهضت غالبية الدول العالمية التدخل السافر لأردوغان في الشؤون الداخلية، فتركيا لا تعرف الحياء ولا تحترم الأخرين وتلقي بكل التحذيرات والنداءات التي انطلقت هنا وهناك بعرض الحائط. فالمؤتمرات التي اقيمت في عواصم اوربية او نصائح من رؤساء الدول العربية بالأضافة الي الدعوات الامية لأردوغان لكي يحسب جنوده ومرتزقته من البلدين، لم يصغي لها أذن. ولا يزال يعبث بأمن وأستقرار تلك الدول.
ولم تكتفي تركيا بالتوغل داخل الأراضي الليبية في السابق، بل لا تزال تحلم بالتمدد أكثر فأكثر، فرشحت في وسائل إعلامية تركية أن أردوغان والسراج بحثا إمكانية استخدام تركيا قاعدتين عسكريتين في ليبيا، من أجل تثبيت الوجود التركي دائم في منطقة جنوب المتوسط.
ما يثير الدهشة في ليبيا وسوريا تعاون قيادات في البلدين سمحوا لأردوغان للعبث بأمن وسلام واقتصادها كيفما ما يريد. فالحياة الإجتماعية لم تعد كما كانت قبل الغزو التركي في سوريا وليبيا، فالاتراك استباحوا سوريا وليبيا وتم احتلالهما على مراء ومسمع الجميع.
في تقديري أن ويل الحرب دفع السوريين للتنقيب عن ملاذ آمن بعيداً من بطش ابن الأسد الذي أجبر ابناء جلدته للهرب إلى شتى بقاع الأرض، ومن بين تلك البقاع الأراضي الليبية التي جذبت المرتزقة للقتال بجانب رئيس حكومة الوفاق السراج الذي سمح للأتراك السيطرة على ليبيا.
ليبيا باتت مرتع للسوريين وحلم لهم بعد نجاح حكومة أنقرة في استقطابهم وتجنيدهم ليكونوا غمار للحرب في ليبيا لبضع حفنات الدولارات بجانب هروبهم من جحيم بلادهم.
أجزم أن السوريين الذين دخلوا ليبيا لو كانوا يعلمون المصير الذي ينتظرهم لما اقدموا إلى تلك الخطوة لا سيما وأن الأنباء كشفت موتهم بالجملة، ولو أعيد لهم الخيار من جديد فضلوا الهجرة إلى أوروبا بارجلهم.
على شرفاء العالم التصدى لمحاولات انقرة لاحتلال الدول لأن التدخل التركي لن يتوقف عند تلك الدول بل ستعم الشرق الأوسط بأسره. بجانب تأجج العنف واستمراره في سوريا وليبيا، وحتماً ستنتقل شرارة النار إلى أبعد من ذلك.
وقبل فوات الآوان وتباكي العالم على ضياع سوريا وليبيا وغيرها من الدول لابد من إعادة الحياة لتلك الدول وعزل أنقرة وردعها عن ممارستها التي تخالف الانسانية والقانون، ولا بد من محاسبتها وأن تدفع الثمن لأفعالها الأجرامية.
فلظى الحرب في ليبيا تستعر ووقودها المرتزقة السوريين الذين يقف وراهم أردوغان يقاتلون بجانب حكومة الوفاق، بينما يقاتل الليبين بقيادة حفتر بلا دعم من الخارج، لان المقاتليين على الارض بحسب صحيفة الاندبينت البريطانية أوضحوا بجلاء عدم مشاركة اي قوات اجنبية بجانب حفتر، خاصة بعد الأدعاءات التي اطلقها الأتراك وحكومة الوفاق الليبية.