التدخل الغربي في المشهد السياسي.. أدى إلى التناقض والارتباك
ثمة ملاحظة في المشهد السياسي الداخلي للبلاد, فمازال التناقض والارتباك والإرباك وعدم الثقة يتسيد الموقف بين القوى السياسية بصفة عامة.
ومنذ إجراءات البرهان في أكتوبر 2021 عادت الساحة للانقسام وكانت السبب في عدم الوصول إلى أي توافق أو اتفاق بشأن القضايا الوطنية.
ربما يتساءل البعض عن السببب في ذلك, هل في النزعة الشخصية للقوى السياسية أم للأطماع الداخلية للأحزاب أم للتدخلات الخارجية وصراع المصالح وتقاطعها, أدى إلى تأزيم المشهد الداخلي؟ . يمكن أن يرى البعض أن كل تلك الأسباب كانت حاضرة بشدة في المشهد السياسي السوداني. بالتالي من المستفيد من ذلك التناقض والإرباك الداخلي؟
يرى المحلِّل السياسي إبراهيم آدم إسماعيل، أن تصريحات البرهان وحميدتي لا تخرج من سياق واحد، بل أنهما متفقان على التحوُّل المدني والجيش الواحد, ولكن مختلفان في آليات تنفيذ ذلك وهو ما عده البعض محاور تباين بين الجيش والدعم السريع .
غير أن إسماعيل يرى أن الصورة الذهنية التي رسمها البرهان وحميدتي يتخيل للبعض أنهما في صدام قادم، ولكن عكس ذلك أنهما متفقان في الجيش الواحد وهو أهم شي, رغم اختلاف نظرتهما حول التحوُّل السياسي أو العملية السياسية الجارية. والتي لا غبار عليها إنهما مع الإطاري، ولكن بكيفية ونظرة كل واحدة منهما يختلف عن الآخر.
الشد والجذب
يبدو أن المخاض العسير متوقع في ظل اقتراب المشهد من الحل والتوقيع على الإعلان السياسي.
وكلما أصبح الأمر وشيكاً وقريباً من النهائيات يظهر الإرباك والشد والجذب بين المكوِّنات السياسية الحريصة على مصالحها خلال الفترة الانتقالية. ويرى المحلل السياسي والأكاديمي د. عمر عبد العزيز، لـ(الصيحة) أن تلك الحالة دليل على أن الناس وصلوا إلى النهائيات. وأضاف: في تقديري عندما يصل البعض إلى منتصف رأس الحربة, فإن مجال المناورة وتأجيل القضايا يحصل فيه التفاف شديد. لذلك الآراء والمواقف تنزل على التربيزة. مؤكداً أن الشد والجذب في الأساس بين المجلس المركزي والقوى الأخرى التي لا تريد الاتفاق مع الآخرين وتريد أن تسيطر على الموقف كما هو معلوم, وتكون لديها اليد العليا.
ولفت إلى أن المجلس المركزي يرى أنه يتقوَّى بفولكر وبعض القوى الخارجية, بحكم أنها القوى التي دعمت وثيقة المحامين, وتعتقد أنهم يقيفون مهم حتى النهاية. وقال: لا اعتقد خلاف ذلك يوجد توتر, لأن هنالك ضغوط كبيرة لتقريب الشقة بين الأطراف بالتدريج, وأضاف: أتوقع في النهاية الوصول إلى معالجة .
عملية مخاض
وأكد عبد العزيز، أن القوى اليسارية التي تضم تحالف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ترفض الانتخابات المبكرة في المقابل الكتلة الديموقراطية والحركات المسلحة بالتحديد تحتاج لعامين للخروج من إطار العمل المسلح, وتتحوَّل لأحزاب سياسية وتكون لديها هياكل وبرامج وتنفتح على مستوى السودان. بالتالي خيار حكومة الأمر الواقع للجيش إذا قلب الطاولة وأعلن انتخابات لن تكون متوفرة .
صراع وصدام
وقال عبد العزيز: (لا اعتقد أن هنالك صراع بين الجيش والدعم السريع أبداً وما حيحصل صدام) كلهم أبناء مؤسسة واحدة وجيش واحد وجلالة واحدة ومعلم واحد.لكن هناك تباين في وجهات النظر على مستوى القيادة. مبيِّنًا أن الجيش رأيه واضح وصريح أعلنه البرهان بأنهم لايريدون تكرار التجرية السابقة, وقال عدم الانفتاح والتوافق لا تقود إلى إكمال الفترة الانتقالية. لذلك لابد من انفتاح أكبر ليكون جزءاً من التأييد. ورأى أن حميدتي يرى أن الذين وقعوا معهم يكفون, ومفروض يظل الأمر كما هو. ولذلك هذه وجهات نظر وتباين وليس خلاف. أما موضوع دمج الدعم السريع سوى أدرج في الإطارية أو غير، هو أمر لابد منه. ولا مفر منه.
ووجوده في الجيش شيء طبيعي لأنه مع الأصل. بالتالي ليس هنالك صراع وإنما تباين في وجهات النظر, وكان الأفضل الخروج برأي واحد فيما يتعلق بالنقطة الخلافية في الاتفاق الإطاري, سوى بدخول الكتلة الديموقراطية أو لا . ورأى أن حالة الارتباك في المشهد السياسي أعطى فرصة للتكهنات, ولذلك لن يحصل صدام في المؤسسة العسكرية أو صراع أو انشقاق في المؤسسة العسكرية. بالتالي إذا فشل المدنيين في النهاية ينزل الجيش لحكم الأمر الواقع ويكون حكومة تكنوقراط ويعلن انتخابات في أقل من سنة. ولكن هذا الخيار غير محبز لكل الأطراف ولذلك سيكونون قريبين من بعض .
الكتلة الثالثة
وأشار عبد العزيز، إلى الكتلة الثالثة وهي نداء السودان والتيار الإسلامي الذي يلزمون الصمت الآن, قال: قد يكون رغبة في تماسك البلد وعدم زيادة الفجوة. ولكن هناك مشكلة واحدة ما لم تقم حكومة مدنية لا نتوقع استئناف الدعم المالي من المؤسسات الدولية. أما المصفوفة التي وقعت أخيراً في جوبا لا تحل سوى 25% من المشكلة وبالتالي لابد من إدماج الحركات وتكوين حكومة مدنية ووضع سياسة دفاعية جديدة
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.