التفاهمات الدولية ومعاناة الأزمة الليبية في انتظارها

التفاهمات الدولية والأزمة الليبية
0

ترتهن الأزمة الليبية للتجاذبات السياسية في المنطقة في انتظار التفاهمات الدولية النهائية، من تصعيد سياسي أو عسكري، من دون أن تصل هذه التجاذبات إلى نتائج حقيقية أو تفاهمات جديّة تؤدي لحلول متفق عليها من كافة الأطراف.

ومع إعلان من وزاتي الخارجية التركية والروسية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، لكي يصبح بالإمكان العمل على حوار يفضي إلى حل سياسي للأزمة الليبية، أكّدت وزارة الخارجية الروسية يوم أمس الأربعاء اتفاقها مع الجانب التركي الذي أكّد ذلك أيضاً العمل لاستمرار ومتابعة العمل على وقف إطلاق النار، للوصول إلى تفاهم سياسي بحسب قرارات مؤتمر برلين.

وأكّدت مصادر للعربي الجديد، أن دوريات تابعة لحكومة الوفاق تنفذ جولات في منظقة الجفرة، مع استكمال للاستعدادات العسكرية في محيط مدينة سرت.

وأعلنت قوات المشير خليفة حفتر اليوم الخميس إسقاط طائرتين بدون طيار تابعتين لحكومة الوفاق بالقرب من سرت.

ما يدلّ أن التفاهمات بين الجانبين التركي والروسي لا تؤكد التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار بل ما تزال في إطار التفاهمات والتباحث.

وكشفت مصادر محلية أن وفداّ يرأسه فايز السراج وصل إلى أنقرة، في رحلة غير معلنة، وأشارت المصادر أن حكومة الوفاق رفعت سقف المطالب لإخلاء مواقع النفط في منطقة الهلال النفطي، لكي تسيطر هي عليه.

وأشارت نجاح الترهوني الصحافية الليبية أن التفاهمات الجارية حالياً قد تؤدي لحصول تفاهم، لكن التصعيد من الجانب المصري وشرعنة التدخل من قبل البرلمان، يدلّ على الجديّة في حال تهديد مصالح بلاده.

إن الصراع على النفوذ والذي أشار له الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحه اليوم الخميس، أمام الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، بعد تنديده للتدخل التركي في كل من اليونان وقبرص، يؤكّد على أن قضايا الطاقة والأمن جوهرية بحسب تصريح ماكرون، في مقابل عدم تفاعل من الاتحاد الأوروبي، وعلى خطورة ترك أمن منطقة البحر المتوسط في يد أطراف أخرى ومشيراً إلى أن فرنسا لن تدعه يحدث.

الدول الأوروبية ومع تأثير روسي وبوجود تدخل ودعم تركي ومع إشارات مصرية تجعل الأزمة الليبية صريعة للتجاذبات الدولية، لكن ربما يمكن للتفاهمات التي صرّحت عنها أنقرة وموسكو أن تكون نواة لبدء التفاهمات الدولية والإقليمية، وربما تؤدي إلى عودة لإدارة أممية في بحث جديد للملف الليبي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.