التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا..سيناريوهات متوقعة لمستقبل الأزمة

التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا
0

يرجع تصاعد التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا الكبير بسبب معطيات تاريخية قديمة أججتها أوضاع داخلية صعبة ومعقدة يعيشها البلدان في الوقت الحالي .

والتي يمكن تلخيصها في ثلاث سيناريوهات متوقعة لمستقبل الأزمة وهي المواجهة العسكرية الشاملة و المحدودة المتقطعة أو نجاح اي جهود قد يقوم بها وسطاء محتملون لنزع فتيل الأزمة او التوصل إلى صيغة ما للاتفاق على ترسيم الحدود.

فقد ظلت الحدود الشرقية للسودان مع اثيوبيا تشهد توترا متصاعدا منذ أكثر من شهرين على إثر هجمات نفذتها مجموعات اثيوبية مسلحة تقول اديس ابابا إنها عصابات خارج سيطرتها. وكنتيجة لتلك التوترات وقعت عدة حوادث راح ضحيتها عدد من المدنيين والعسكريين السودانيين.

وفي احدث تطورات ذلك التوتر، نفذت مجموعة اثيوبية  مسلحة هجوما الاثنين استهدف محلية القريشة بشرق السودان وراح ضحيته خمس سيدات وطفل وفقدان سيدتين جميعهم سودانيون كانوا منهمكين في عمليات الحصاد.

وصرح بيان لوزارة الخارجية السودانية أن الحادث وقع بالتحديد بين قريتي ليّة وكولي الواقعتين بمنطقة الفشقة على بعد 5 كيلومترات من الحدود مع اثيوبيا.

وفي الوقت الذي دفع الجيش السوداني بتعزيزات كبيرة للمنطقة الحدودية زار القائد العام ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان الأسبوع الماضي القوات المرابطة في الحدود مشددا على ان السودان لن يفرط في أي شبر من البلاد. وفي المقابل اتهم السفير الاثيوبي في السودان يبلتال امرو المو الخميس الجيش السوداني بالاستيلاء على 9 مواقع تابعة لإثيوبيا، وبالقيام بأعمال عسكرية مفاجئة إثر انشغال بلاده بالقتال في إقليم تيغراي.

افق مسدودة لحل ازمة التوتر الحدودي

 فبالرغم من الإعلان عن وساطة تقوم بها دولة جنوب السودان وأطراف إقليمية أخرى، إلا انه لا توجد أفق واضحة لمواصلة الحوار بين البلدين بعد انتهاء اجتماعات محدودة عقدت قبل نحو اسبوعين دون نتائج ملموسة.

ويبدو انسداد أفق الحوار واضحا من خلال التصريحات التي أدلى بها عضو مجلس السيادة السوداني محمد الفكي الجمعة، فعلى الرغم من قوله بإن الطريق الوحيد للحل هو استمرار اللجان المشتركة إلا أنه اشار إلى عدم وجود حوار بين البلدين في الوقت الحالي.

لكن وزير الخارجية السوداني الأسبق ابراهيم طه أيوب يرى أنه لا يمكن التوصل إلى حل لهذه الأزمة سوى بالطرق السلمية، ويقول لموقع سكاي نيوز إن الطريقة المثلى لتجاوز هذا الصراع هو إقناع أثيوبيا بالرجوع إلى الاتفاقيات الدولية.

يتوقع الخبير الاستراتيجي أمين اسماعيل أن لا تخرج السيناريوهات المحتملة من دائرة الدخول في الحرب المباشرة او حرب الاستنزاف التي يمكن ان تلجأ إليها اثيوبيا من خلال استخدام مجموعات مسلحة لشن عمليات موسمية او اقتتاع الطرفان بمواصلة الجهود لترسيم الحدود او السيناريو الثالث المتمثل في حدوث اختراق من قبل وسطاء إقليميون او دوليون.

ومن بين السيناريوهات الثلاثة المحتملة يقول خالد عمار الباحث في الشؤون الأفريقية إن الأكثر توقعا هو سيناريو المواجهة المباشرة وذلك وفقا للتطورات والتداعيات المتجددة على الارض والتي كان آخرها ما حدث خلال الأيام الثلاثة الماضية والتي عكست نوعا من انسداد الأفق بين الجانبين إضافة إلى التباعد الواضح في المواقف بين البلدين.

لكن رئيس الديلوماسية السوداني الأسبق ابراهيم ايوب يستبعد هذا السيناريو، ويقول إن كلا الطرفان يريد استخدام الازمة إلى ابعد حد ممكن لمواجهة الأزمات الداخلية المستفحلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.