التوتر على الحدود السودانية الإثيوبية ..لعبة مصرية أم محاولة إثيوبية للهيمنة؟
شهدت الحدود السودانية الإثيوبية توترًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية على إثر اشتباكات بين القوات السودانية وميليشيات إثيوبية، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من قوات الجيش السوداني والمدنيين.
وعلى الفور قامت الخرطوم باستدعاء القائم بالأعمال الإثيوبية لديها، معبرة عن احتجاجها لما وصفته بأنه “توغل لمليشيات مسنودة من الجيش الإثيوبي في المنطقة الحدودية”.
وعلق عدد من كتاب الرأي في الصحف العربية والمواقع الإلكترونية المختلفة على هذه القضية، فمنهم من اتهم الجانب المصري بافتعال هذه الأزمة على الحدود السودانية الإثيوبية ، لخوض حرب بالوكالة من إثيوبيا بهدف إضعاف الموقف الإثيوبي في ملف سد النهضة الذي سيؤثر على الحصة المصرية من مياه النيل.
في الوقت الذي يرى فيه كتاب آخرون أن الجانب الإثيوبي يعمل على استغلال ما اسموه ضعف موقف العرب في عدد من القضايا الهامة على الساحة.
مشكلة حقيقة
نقل موقع (بي بي سي عربي) رأي محمد مصطفى جامع في جريدة رأي اليوم اللندنية، حينما ذكر أن “هذه الاشتباكات والاعتداءات تقع سنويا في موسم الأمطار … بلا شك توجد مشكلة حقيقة على الحدود السودانية الإثيوبية … وما حدث ليس أمرا سهلا يمكن السكوت عليه بكل تأكيد … لكن من غير المفهوم أيضا أن تلجأ القوات المسلحة السودانية إلى التصعيد الإعلامي”.
وعزى الكاتب لجوء القوات المسلحة السودانية للتصعيد الإعلامي إلى احتمال “العلاقات الوثيقة التي تجمع العسكريين السودانيين الموجودين في المجلس السيادي بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي… ولا يخفي كثير من المدونين السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي خشيتهم من استخدام السودان ودفعه لحرب بالوكالة عن مصر التي ازدادت مخاوفها من سد النهضة في ظل اقتراب إثيوبيا من إنهائه”.
إشعال الفتنة
أما أحمد جلال، فيقول في جريدة الراكوبة السودانية: “يهرف ويهرطق البعض ويصف الأمر بالمؤامرة المصرية وخوض حرب مع إثيوبيا نيابة عن مصر وأن عملاء مصر بالداخل يريدون إشعال الفتنة بين السودان وإثيوبيا من أجل وقف بناء سد النهضة”.
ويضيف: “يتجاهل هؤلاء الإخوة والأخوات الحقائق و الواقع وحقيقة أن القوات الإثيوبية هي التي هاجمت المواقع السودانية والقوات المتمركزة فيها. وهي التي اجتاحت أرضنا الطيبة محاولة احتلالها والسيطرة عليها وقامت قواتنا المسلحة الباسلة بصدها وتدميرها وهذا واجبها”.
ويتابع جلال: “ربما يريد هؤلاء منها الانسحاب وتركها تصل إلى القضارف بحجة الإخاء وحسن الجوار وعدم الدخول في حرب مع إثيوبيا وفوبيا المؤامرة، هذا المنطق الحالم الرومانسي أفقدنا حلايب وشلاتين وأبورماد من قبل جبن وتقاعس نظام المكنوس البشير عن دعم وتعزيز القوات التي تحمي حلايب تركها تواجه الجيش المصري المحتل بدون زاد وعتاد ودعم ومساندة بحجة عدم الدخول في حرب مع مصر وفتح جبهة قتال جديدة”.
إثيوبيا تستشعر فائض قوة
ويقول عريب الرنتاوي في جريدة دنيا الوطن الفلسطينية الإلكترونية إن “الحقيقة أن إثيوبيا التي أظهرت استهتارا واستخفافا مؤسفين، بحقوق دولتي الممر والمصب لنهر النيل، ومضت قدما في مشاريع بناء السد، وقررت من جانب واحد، رزنامة ملئه بالماء، لا تبدي قلقا حيال التحركات الميدانية أو الدبلوماسية السودانية … والأرجح أن الجيش الإثيوبي وميليشيا ‘الشفتا ‘ سيواصلان توفير الحماية لألوف المزارعين و”الرعيان” الإثيوبيين الذين يزرعون أراضي السودانيين”.
ويتابع: “إثيوبيا تستشعر ‘فائض قوة’ وهى تراقب المشهد العربي فائق الضعف، وهي تعتقد أنها بما حققته من إنجازات سياسية واقتصادية في الداخل، ومن توسع في علاقاتها الدولية في الخارج، قادرة على المضي في طريقها لأن تصبح قوة إقليمية وازنة، حتى وإن جاء ذلك على حساب حقوق مائية عربية أو بانتهاك سيادة وحدود جوارها السوداني”.
دعم غربي
وفي السياق ذاته، تعلق نشوى الحوفي في جريدة الوطن المصرية قائلة: “المراقبون يرون أن آبي أحمد -رغم ارتباك سياسته بين الملاينة والعنف في العلاقات مع دول الجوار- يعتمد على دعم غربي منحه جائزة نوبل منذ عام”.
وتتابع: “يدعم تلك الفرضية الإعلان عن وساطة المفوضية الأوروبية لحل أزمة سد النهضة ببيان 28 مايو الذي شدد على أن: ‘حل الخلاف مهم للاستقرار في كل المنطقة’، و’تجنب الاستقطاب المتزايد'”.