الحج في زمن كورونا .. السعودية أمام تحدي الخروج بأقل الخسائر

الصلاة في الحرم المكي في زمن كورونا \ الجزيرة
0

أطلق الكثيرون عبارة ” الحج في زمن كورونا ” على الفريضة الإسلامية التي تبدأ نهاية الأسبوع الحالي، نظرًا لما يمر به العالم منذ عدة أشهر بسبب جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة.

حيث تواجه المملكة العربية السعودية تحديًا يتمثل في ضرورة تنظيم أهم حدث ديني في العالم الإسلامي مع العمل بجهد لكبح جماح جائحة كورونا فيروس.

هيبة سياسية ودينية

ونقل موقع قناة (الحرة) تقريرًا نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية يؤكد بان فريضة الحج تعتبر مصدرًا هامًا لمكانة المملكة العربية السعودية سياسيًا كانت أو دينية، كما أنه يعتبر مصدر دخل لمليارات الدولارات في البلاد.

وأوضح التقرير أن تقليص المملكة لعدد الحجاج من 2.5 مليون في العام الماضي إلى 10 آلاف من 160 دولة سيكون له آثاره المتعددة سواءً اقتصادية أو سياسية، مشيرًا إلى أن السلطات السعودية كانت في البداية قد أوضحت أن حج هذا العام سيقتصر على ألف حاج فقط.

ومن أجل تقييد الأعداد، كشف قائد قوات أمن الحج، زايد بن عبد الرحمن الطويان، عن وجود إجراءات صارمة ستتخذها المملكة لسلامة الحجاج، كتقيد التنقلات، وفرض غرامة تبلغ 10 آلاف ريال سعودي في حق المخالفين.

هذا وقد سجلت السعودية حتى الآن ما يزيد عن 260 ألف إصابة جراء فيروس كورونا، توفي منهم 2672.

آثار اقتصادية

وتعتبرتلك القيود المفروضة على الحج هذا العام بمثابة الضربة الاقتصادية على جبين المملكة العربية السعودية، والتي عانت مؤخرًا من انخفاض أسعار النفط عالميًا فضلًا عن تأثير سياسة الإغلاق للحد من انتشار فيروس كورونا، ومنها حظر السفر الدولي، الأمر الذي ارتد أثره على قطاعات السياحة والترفية المستحدثة في السعودية.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش اقتصاد الرياض بنسبة 6.8٪ هذا العام.

آثار على قطاعي الضيافة والإسكان

وبما أن الحج في زمن كورونا هذا العام سيكون له تأثيرات عديدة على المملكة العربية السعودية، وأوضح الرئيس السابق للغرفة التجارية في مكة، ماهر جمال، ، أن قطاعي الضيافة والإسكان يعتمدان بشكل كامل على عائدات الحج.

وأضاف: “ستواجه هذه القطاعات الآن خسائر كبيرة في الدخل وهذا سيؤثر على الجميع من المستثمر الفندقي الكبير وصولاً إلى متجر الفندق”.

بالإضافة إلى ذلك، تدير الحكومة الحج داخليًا هذا العام، متجاوزة معظم منظمي الرحلات الخاصة، وقال أحد أعضاء مجلس إدارة شركة تستضيف الحجاج من الدول العربية: “سنحقق صفر أرباح هذا العام”.

إجراءات إضافية

وبجانب تقليص أعداد الحجاج هذا العام، فقد وضعت السلطات السعودية إجراءات إضافية للحد من انتشار فيروس كورونا، منها منع الحجاج من لمس الكعبة، وطلبت منهم إحضار سجادة صلاة خاصة لتفادي العدوى.

ومن ضمن الإجراءات كذلك، ضرورة اتباع سياسة التباعد الاجتماعي، فضلًا عن ارتداء كمامات الوجة  بصورة مستمرة يصحبها فحص متواصل لدرجة الحرارة، وعلى أن يتم تعقيم الحجارة عند شعيرة رمي الجمرات.

وقال عمرو المداح، كبير مسؤولي التخطيط والاستراتيجيات بوزارة الحج والعمرة السعودية: “نشعر بالحزن بسبب العدد المحدود هذا العام للحج الاستثنائي”، مشيرًا إلى أن الحج في زمن كورونا رغمًا عن عدده المحدود، فإن التحديات والجهود التي نواجهها لا تقل عن أي عام آخر”.

حج دون إصابات

وبسبب فيروس كورونا، سيكون الحج هذا العام للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 50 عامًا والذين يتمتعون بصحة جيدة، معظمهم من المقيمين في السعودية، مع إعطاء الأولوية لأولئك الذين لم يسبق لهم أداء فريضة الحج، والباقون هم من العاملين الصحيين السعوديين وأفراد الأمن الذين تعافوا من كورونا.

وقال السيد مداح: “نهدف إلى إنهاء هذا الحج دون أي حالة إصابة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.