الحركات المسلحة تنسلخ من اتفاق وقف اطلاق النار وتستغل الوضع الهش في السودان من أجل التوسع
ما أشبه اليوم بالبارحة، إن ما يحدث على مستوى بعض الولايات والأقاليم مؤخرا يعيد بنا الذاكرة إلى الأحداث التي سبقت انقسام جنوب السودان، حيث أن ما يحدث الآن يشبه لحد كبير ما حدث في 2011 عندما بسطت القوات المسلحة سيطرتها على جنوب السودان لتنفصل بذلك عن السودان، فالحركات المسلحة اليوم بدأت بحشد مقاتليها والتمركز في مناطق مختلفة من إقليم دافور ولاية جنوب كردفان وغيرهما من المناطق والأقاليم، ويرى خبراء ومراقبون أن هذا الحشد يوحي بخرق قريب لإتفاق إطلاق النار الذي وقعته هذه الحركات مع الجيش السوداني قبل ثلاث سنوات من الآن.
وقد باشرت قوات حركة تحرير السودان جناح عبد العزيز الحلو بالهجوم على معسكرات الجيش بحجة مقتل أحد ضباطها، وبسطت سيطرتها على أربعة مواقع تابعة للجيش، والغريب أنها تمكنت من فعل ذلك من دون اشتباكات، فقد فرت قوات الجيش فورا بعد هجوم قوات الحلو عليها، وهذا يبين حالة الضعف والإحباط التي أصابت قوات الجيش السوداني بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدها في حربها ضد قوات الدعم السريع.
ويرى المحلل السياسي عبد الله الشيخ أن سيناريو تقسيم البلاد غير مستبعد فعلا في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه.
ونفس الشئ قد يحدث خلال الأيام القليلة المقبلة في دارفور، حيث بدأ حاكم إقليم دارفور وزعيم حركة تحرير السودان مني أركو مناوي في إطلاق التهديدات وبأن قواته لن تتراخى في حماية الإقليم وشعبه من طرفي القتال، وأضاف أنه لن يقف متفرجا على الجرائم التي يقوم بها طرفي القتال في الإقليم وأعلن أنه سيحرك قواته اذا استمرت هذه الجرائم.
بوادر الإنقسام والإنفصال بدأت في الظهور في مختلف أقاليم وولايات السودان، وباشرت الحركات المسلحة في التكشير عن أنيابها وإبراز طموحاتها في التوسع والإنفصال من خلال حشد قواتها والهجوم على مقرات القوات المسلحة السودانية، مستغلة بذلك هشاشة الوضع الأمني في البلاد وانتشار الفوضى الناجمة عن الصراع القائم بين طرفي القتال.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.