الحرية والتغيير لا تتعامل الا عبر الأجنبي.. ضد كل شي وطني

:: بدار التجمع الاتحادي، متحدثاً عن الراهن السياسي، قال القيادي بقوى الحرية وجدي صالح إن تحالفهم لن يلتقي بالتوافق الوطني لأنهم واجهة للانقلاب.. وهذا الموقف يكشف (أصل الصراع).. فالصراع الوهمي – المراد به خداع القطيع و المجتمع الدولي – يبدو كأنه بين العساكر وقوى الحرية.. ولكن الصراع الحقيقي هو أنه بين قوى الحرية و الجبهة الثورية، وكانوا يسمونها – قبل 25 أكتوبر – بقوى الكفاح المسمى، و بعده أسموها بقوى الانقلاب..!!

:: نعم؛ ليس هناك صراع بين العساكر وقوى الحرية، والعلاقة بينهما تجسدها الحكاية التالية.. يٌحكى أن لصاً قفز إلى دار ليسرقها، فرأته فتاة و صرخت، وكان اللص على علم بأن قطار الزواج فات الفتاة، فخاطبها : (اسكتي يا بت الحلال، أنا جاييك عريس وعايز اتقدم ليكي)، فسكتت الفتاة.. ومع ذلك توافد الجيران الى الدار – بصرخة ما قبل البشارة – وهم يحملون العصي، فصرخت فيهم الفتاة : (هوووي يا ناس الموضوع ما بيخصكم.. دا حرامينا، بنقبضوا برااانا وبندقوا برااانا)..!!

:: وهكذا قوى الحرية، بحيث لا تريد أن يشاركها – في حُضن العساكر – أي تحالف آخر..وحدها تريد أن تكون (حاضنة سياسية)، كما كانت قبل سلام جوبا.. وبالمناسبة، أزمة قوى الحرية مع الجبهة الثورية بدأت بسلام جوبا، ثم صارت تتأزم – يوماً تلو الآخر – حتى بلغ مداها ( اعتصام القصر)، و هذا مهد الطريق لإجراءات (25 أكتوبر).. ولو لم تحشد الجبهة الثورية عضويتها أمام القصر، لما فض العساكر (الشراكة الثنائية).. و فض تلك الشراكة مسمى بالانقلاب؛ و لكن للناس عقول ترى الأشياء (كما هي) و تسميها بأسمائها ..!!

:: المهم.. كدت أصف رفض جلوس قوى الحرية مع التوافق الوطني بالرفض غير المسؤول، ولكن هناك تصريح لإبراهيم الشيخ – يوم أمس – ينفي حديث وجدي صالح، ويؤكد أن هناك اجتماع مرتقب، ويشمل الجميع (العساكر والجبهة الثورية وقوى الحرية)، وذلك بمبادرة اللجنة الرباعيه المكونة من أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات.. وهذا يعني أن قوى الحرية لا تمانع الاجتماع بالانقلابيين، ولكن بشرط أن يكون الداعي للاجتماع (أجنبياً)..!!

:: ولعلكم تذكرون، في يونيو الفائت، بعد نصف عام من الهتاف (لا مشاركة، لا مساومة، لا تفاوض)، اجتمعوا مع المكون العسكري في بيت السفير السعودي، ويومها برر ياسر عرمان اللقاء بالنص : (لم نذهب لإعادة الشراكة، بل لإنهاء الشراكة و بناء علاقة جديدة)، وكنت قد ساعدته في تبريرهم، و ذلك بتوضيح الفرق الشاسع بين (إعادة الشراكة) و(بناء علاقة جديدة)، وهو تقريباً كالفرق بين البيض و(جنى الجداد)..!!

:: و اليوم، فالمهمة التي تنتظر السفير الأمريكي جون غودفري بالخرطوم هي إصلاح ذات البين بين قوى الحرية والتوافق الوطني، ثم حث القوى السياسية على تشكيل حاضنة سياسية واعية لحكومة مستقلة و ذات مهام محددة، منها تهيئة المناخ للانتخابات.. ولا شيء يمنع ذلك غير تلك القوى الصارخة : (هوووي، بلاش أحزاب و حركات معاكم، الموضوع ما بيخصكم، ديل عساكرنا، و ح نحضنهم برااانا)!!

الطاهر

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.