“الحرية والتغيير” و”لجان المقاومة”.. معركة الأصدقاء الأعداء

منذ سقوط الرئيس السوداني السابق عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019، بدأت معركة لا تزال مستمرة بين العسكريين والمدنيين في شأن المرحلة الانتقالية. لكن أخيراً برز خلاف داخل المدنيين أنفسهم، ترجم بانقسامات في تجمع المهنيين السودانيين، الذي أدى دوراً مؤثراً في الشارع وإسقاط النظام السابق.

بعد ظهور الخلافات فقد التجمع شعبيته، ولكن انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعاده إلى المشهد، وأصبح مصدر ثقة الشارع مجدداً.

وعلى نحو مباغت أعلنت لجان المقاومة السودانية خروجها من تحالف (الحرية والتغيير) وفرز عيشتها بعيداً عن محاضن التحالف الحاكم. وترى لجان المقاومة السودانية أن (الحرية والتغيير) لم تعد فاعلة وبحاجة لإعادة بناء وتكوين من جديد وانها تخلو من وجود الثوار الحقيقيين، في السياق ترى (الحرية والتغيير) أن انسحاب لجان المقاومة السودانية من التحالف ليس مؤثراً سياسياً وأن (الحرية والتغيير) تعمل من أجل تحقيق أهداف الثورة وانها لا تخشى الشارع أو الضغط الجماهيري لأن الشارع هو نبض الثورة الحر.

لماذا غادرت لجان المقاومة السودانية صفوف تحالف (الحرية والتغيير)؟
مشكلة (الحرية والتغيير) هي عبارة عن تحالف(مُلتق) ولا يقوم على اسس علمية أو موضوعية أو أسس صلبة أو دراسة علمية، والتحالفات عندنا تقوم على مصالح معلنة وأخرى مخفية لذا فإن (الحرية والتغيير) انتهت كتحالف .

وحسب خُبراء ومُحلِّلين، فإنّ الخلافات بين الحرية والتغيير ولجان المقاومة لا تعدو كونها معركة، المنتصر فيها مهزوم أو كالرهان الخاسر من يكسبه مهزوم، نسبة إلى أنّ الاثنين كالجسد الواحد.
وكشف مصدر من لجان المقاومة أن شرارة الخلافات بدأت عندما اجتمع رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك بأفراد من لجان المقاومة، وفسّر اللقاء على أنّه مُحاولة لتكوين حاضنة جديدة من الثوار، وأردف: لكن المبادرة لم تجد القبول لدى الثوار ورفضوها.. ثم مضى مجلس الوزراء في تكوين مجلس أسماه مجلس شركاء الحكم ليكون كبديل للتشريعي.. هذا المجلس ضم الحرية والتغيير، ممثلين من مجلس السيادة، الوزراء، الجبهة الثورية.. لتمرير مسائل التطبيع، الزيادات في الوقود وغيرها، لكن بقرائن الحال فإن هذا المجلس أيضاً بدأت تدب فيه الخلافات، وأضاف أن الخلافات الآن وصلت الى طريق مسدود، وهنالك اتجاه واضح داخل المقاومة للتصعيد، وقال إن عدداً من تنسيقيات المقاومة رفضت الذهاب للاجتماع برمته، احتجاجاً على دعوتها للاجتماع قبل يومٍ واحدٍ، وأوضح أنّ الدعوة تمت قبل يوم واحد من الاجتماع ولجان المقاومة نهجها في التعامل مع قضايا الثورة الرجوع للقواعد والاستماع لآراء الثوار، وأضاف أنّ الوضع الآن مشوش وخطير.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.