الحزب الشيوعي يبين وطنيته وتمسكه بمبادءه الثورية علي عكس قوى الحرية والتغيير

لعل الكثير يتفق ولا ينكر بأن الحزب الشيوعي كان ولازال مكون اساسى و فعال فى كل تشكيلات الثورة، بل هو المكون ذو الفعالية الاساسية فى قيادة الثورة التي أطاحت بنظام البشير، ومن الخطأ ان ينكر الانسان حقائق ماثلة للعيان على ارض الواقع، مثل الصراع الذي يقوده الحزب من اجل التحول الديمقراطي وتحسين الاحوال المعيشية، والحل العادل والشامل لقضية دارفور وترسيخ السلام ووحدة البلاد، على عكس قوى الحرية والتغيير التي تاجرت بالثورة السودانية لمصالحها الخاصة ومصالح دول أجنبية علي غرار الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، التي اتضح أنها تضخ أموال طائلة في حساب قوى الحرية والتغيير وذلك لتمكينها من الوصول إلي الحكم ممهدة لتنفيذ مخططاتها في السودان.

ويجدر بالذكر ان الحزب الشيوعي كان قد تحالف مع قوى الحرية والتغيير في بداية الثورة السودانية وذلك لتوافق وجهات النظر آنذاك حول الإطاحة بنظام البشير، ولكن عقب الإطاحة به تبين أن لقوى الحرية والتغيير اهداف اخري تسعى لتحقيقها في السودان بمساعدة أمريكية أوروبية، وهو الأمر الذي جعل الحزب الشيوعي ينشق عن تحالفه مع الأخيرة بعد ما تبين فعلا أن قياداتها كانوا يقومون بعقد لقاءات سرية مع الدول الآنفة الذكر في سفارات دول اجنبية.

ورغم كل هذا فقد قام الحزب الشيوعي في أواخر شهر مايو الفارط بمبادرة جميلة وفريدة من نوعها لتجميع كل القوى السياسية في السودان في تحالف واحد سماه بتحالف الأقوياء، حيث دعى فيه كل الأحزاب السياسية والحركات المسلحة للإنضمام لهذا الحلف بما فيها قوى الحرية والتغيير، وهو الأمر الذي جعل بعض الحركات المسلحة كحركتي الحلو والنور تنضم إليه، فضلا عن بعض الأحزاب السياسية، ولكن الغريب في الأمر ان قوى الحرية والتغيير انتقدت هذا التحالف ورفضته ما جعل الأخيرة تحت مرمى نيران كل الأحزاب المدنية التي انتقدت بشكل كبير رفض الأخيرة للتحالف مع الشيوعي، خصوصا وأنه يحمل برنامجا بناءا ومثمر.

وبعد إعلان القوات المسلحة انسحابها من العملية السياسية في أوائل الشهر الجاري، تاركة المجال للقوى السياسية، لتشكيل حكومة مدنية تقود البلد الإفريقي إلى انفراجة، قامت قوى الحرية والتغيير هي الأخري بإطلاق مبادرة لتجميع قوى الثورة تحت حلف واحد سمته بتجمبع قوى الثورة، وهو الأمر الذي رفضته معظم الأحزاب ومن بينها لجان المقاومة وتجمع المهنيين والحلف الذي يقوده الحزب الشيوعي، إذ رأي الحزب الشيوعي أن الأخيرة تسعي لإحتواء جميع الأحزاب السياسية وتسييرها تحت قيادتها وذلك لتكون لها جسرا تعبر من خلاله لضفة الحكم، وياليت كل هذا سينصب في خدمة السودان وشعبه، فالكل يعلم نوايا قوى الحرية والتغيير المناهضة لمبادئ وأسس الثورة، فهي تريد تحقيق مخطط أمريكي أوروبي بحت في المنطقة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.