الحظر الشامل .. الهلع وجشع التجار يفترسان المواطن السوداني

بقالة لبيع المواد الغذائية في الخرطوم \ Picfair
0

اعتبارًا من يوم بعد غدٍ السبت ستدخل العاصمة السودانية الخرطوم تنفيذ قرار الحظر الشامل للتجوال ولمدة ثلاثة أسبايع متوالية، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات للحد من تفشي فيروس كورونا في البلاد.

وعقب قرار الحظر الشامل الذي أقرته السلطات قبل أيام، انتابت المواطن السوداني البسيط حالة من الخوف والهلع، من حالة الاستغلال والجشع التي اجتاحت التجار برفعهم للأسعار بلا مبررت، في الوقت الذي طمأنت فيه السلطات المواطنين بأن الخدمات الأسياسية ستكون متوفرة وذلك للحد من حالة الهلع التي أصابت الكثيرين.   

استغلال التجار

بدا المواطن السوداني محمد عبد القيوم، محبطًا من الحالة التي وصل إليها التجار في استغلالهم للمواطنين في عز الأزمة، وهو رب أسرة تتكون من خمسة أفراد.

المواطن الذي اعتاد الذهاب إلى السوق يوميا، يقول إنه كان وإلى وقت قريب يصرف على مستلزماته اليومية ما بين 500 و600 جنيه (نحو 10-12 دولارا) لكنه اليوم يصرف ما لا يقل عن ثلاثة آلاف جنيه (أكثر من 63 دولارا)، وفقًا لموقع (الجزيرة نت).

ويتحسر عبد القيوم على غياب ضمير الكثير من التجار بسبب إخفائهم بعض السلع الضرورية، ليزيد الطلب عليها فتزداد أسعارها، مثل اللحوم والخضراوات والسكر والدقيق.

وقال عبد القيوم إن معظم سلع المتوفرة تقع في نطاق الكماليات التي لا يحتاجها المواطن بشكل يومي.

استثناءات الحظر

وكانت اللجنة العليا للطوارئ الصحية قررت فرض حظر التجول الكامل بولاية الخرطوم اعتبارا من السبت 18 أبريل الجاري ولمدة ثلاثة أسابيع.

واستثنت لجنة الطوارئ الصحية، طبقا لفيصل محمد صالح وزير الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة، الجهات الخدمية المرتبطة بمعيشة المواطنين بشكل مباشر.

وكشف الوزير عن ساعات محددة يُرفع خلالها الحظر، وتُفتح أثناءها البقالات والصيدليات داخل الأحياء.

موجة غلاء

يواجه السكان –وتحديدا محدودي الدخل– صعوبات كبيرة في الحصول على احتياجاتهم الضرورية في ظل موجة الغلاء التي تجتاح الأسواق، بما في ذلك التي خصصتها الحكومة للبيع المخفض للمواطنين.

وتشكو منال عبد الفتاح (ربة منزل) من الارتفاع المبالغ في أسعار السلع الضرورية، وتقول إنها أصبحت تخاف من شروق الشمس التي تحمل معها زيادة جديدة في أسعار السلع الاستهلاكية.

وتتهم المواطنة التجار بالجشع واستغلال الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد في ظل مواجهة جائحة كورونا، وتبدي استغرابها من تعمد التجار زيادة أسعار السلع، هي في الأصل موجودة وقابعة في رفوف المحال التجارية وليست مُستجلبة حديثا.

انهيار المنظومة الاقتصادية

من جهته، ينفي عبد المنعم طه عبد الله (تاجر تجزئة بالخرطوم) تهمة الجشع، ويقول إن ارتفاع الأسعار يتسق مع انهيار المنظومة الاقتصادية بسبب سطوة العملات الأجنبية على الجنيه (العملة الوطنية) وهو واقع يضعهم كتجار في حالة مواجهة مباشرة وحرج دائم مع الزبائن.

وبينما يشكو التاجر من شركات وصفها بالمحترمة مشيرا إلى أنها درجت على رفع الأسعار، تعمل شركات أخرى وبعض تجار البيع بالجملة على زيادة الأسعار مرتين وثلاث مرات في الأسبوع الواحد، على حد قوله.

برنامج “أبو الرخاء”

ولم تخفِ الجمعية السودانية لحماية المستهلك قلقها من مآلات موجة الغلاء الفاحش التي تضرب أسعار السلع الضرورية.

وأعلن الأمين العام دكتور ياسر ميرغني عن تدشين برنامج “أبو الرخاء” والذي يهدف إلى كبح جماح ارتفاع الأسعار.

وحول من يقف وراء ظاهرة الارتفاع الجنوني للأسعار، يتهم ميرغني جهات لم يسمها بأنها جُبلت على “حب الأزمات” واتخذت الجشع مطية لتشويه صورة الشخصية السودانية التي عُرفت بالتكافل والتعاون على البر والتقوى. 

وتمنى الأمين العام لجمعية حماية المستهلك أن تساهم الأزمة المترتبة عن جائحة كورونا في ترتيب “بيت الإنسانية” داخل الشخصية السودانية لتعود إلى سيرتها الأولى. 

وأشار إلى أن الحكومة الانتقالية كشفت عن ترتيبات لتوزيع مبالغ مالية على القطاعات المتأثرة بالحظر الكامل، بجانب توفير سلع أساسية تباع للمواطنين بأسعار معقولة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.