قامت الحكومة المصرية بتقديم دعوة إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر من أجل زيارة جمهورية مصر، وهي الدعوة التي لباها الزعيم الليبي أمس الأربعاء بعد أن قام بزيارة العاصمة المصرية القاهرة .
وتأتي زيارة حفتر إلى القاهرة من أجل بحث نقاط الخلاف في الأزمة الليبية التي تتشعب يوماً بعد الآخر، لا سيما في ظل الصراع الدائم والمتواصل ما بين قوات حفتر من جهة وما بين قوات الوفاق الوطني المعترف بها دولياً من جهة آخرى .
وكان حفتر يرجئ تلبية الدعوة المصرية لأيام من أجل تحقيق تقدم على الأرض على حساب قوات الوفاق، من أجل تقوية موقفه السياسي بشكل جيد أمام أحد حلفائه الدائميين، وهو الأمر الذي لم يحدث في ظل سيطرة قوات الوفاق على أكثر من جهة استراتيجية كانت قوات حفتر تجعلها مناطق خاضعة لسيطرتها .
ومن أبرز هذه المناطق هي قاعدة الوطية التي تمت السيطرة عليها منتصف الشهر الماضي من قبل قوات الوفاق الوطني، وأيضاً الضربات المتواصلة على مطار طرابلس الدولي منذ أول أمس الثلاثاء والذي تسيطر عليه قوات حفتر، حيث تدور المعارك بين الطرفين منذ صباح أمس الأول الثلاثاء .
استئناف المفاوضات
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد أعلنت عن قبول كل من خليفة حفتر وحكومة الوفاق من أجل العودة إلى مسار المفاوضات المشتركة من جديد لبحث تداعيات الأزمة الليبية .
وتجري العديد من الجهود والمحاولات الجادة من أجل ترتيب لقاء بين حفتر وعقيلة صالح الذي يتواجد هذه الأيام في مصر، وذلك من أجل وجود حلول للخلافات السياسية بين الرجلين .
وهذه المجهودات تأتي تحت رعاية اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات والأمن المصري، والذي يظهر حرصه الشديد على ترتيب البيت الليبي من الخلافات والانشقاقات الكبيرة التي تحدث داخله في الوقت الحالي .
إقصاء متوقع
ويرى الكثير من الخبراء في الشأن السياسي الليبي بأن اللواء المتقاعد عليه أن يجنح للحوار باعتبار أن الحرب تعمل على خسارة جميع الأطراف وليس مادياً فقط بل معنوياً وإنسانياً .
ومن الواضح فإن هناك توافق ما بين الحكومة المصرية والحكومة الروسية فيما يتعلق بالخطوات المقبلة تجاه حفتر، إذ أن الطرفان يجمعان على ذهاب حفتر إلى المفاوضات السياسية أو أنه قد يجد نفسه خارج المشهد تماماً .
ويتجدد شكل الصراع في ليبيا بين حفتر وقوات الوفاق يوماً بعد الآخر، إذ يحاول كل منهم إثبات وجهة نظره فيما يتعلق بالسيطرة على البلاد، وتأتي جميع هذه الإسهامات من الدول المختلفة من أجل تهدئة الأوضاع والوصول إلى حلول ترضى الأطراف المتنازعة .
