الحكومة المصرية.. ضغوطات كبيرة على المكون المدني في السودان
تجابه جمهورية مصر العربية العديد من الأزمات المتراكمة والتي لم يتم التوصل فيها إلى حلول ناجعة، كما أنها ألقت بظلالها على حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ظل الضغوطات التي يتعرض لها من قبل الشارع المصري .
حيث أن هذه الأزمات تتمثل في تفشي وباء كورونا والذي انتشر في البلاد بشكل كبير بالرغم من تحوطات الحكومة المصرية في ظل الحظر الكامل الذي فرض على المجتمع .
كما أن قضية ملف سد النهضة أصبحت وأحدة من العقبات التي شكلت ضغوطات كبيرة للغاية بالنسبة للحكومة المصرية، خاصة في الأسابيع القليلة الماضية، إذ أنه لا زال الجدل مستمراً في هذا الملف .
ولا زال التعنت من قبل الجانب الإثيوبي هو سيد الموقف، كما أن الجانب الإثيوبي لا يتوقف عن إعلانه المتكرر عن بدء عمليات التخزين في السدّ، من دون التوصل إلى اتفاق نهائي شامل مع مصر وجمهورية السودان .
عقبة آخرى
الأمر بالنسبة للحكومة المصرية بالنسبة لسد النهضة لم يعد يقتصر على التعنت الإثيوبي فقط، فهناك أيضاً عقبة أخرى توجد في السودان، متمثلة في رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي يتبنى الرؤية الإثيوبية بشكل مطلق، وإن أبدى خلاف ذلك خلال الأيام القليلة الماضية وهو الأمر الذي يغلق مضاجع الحكومة المصرية .
لا شك أن لدى القاهرة انطباعاً بأنّ حمدوك تحوّل لأداة مناورة في يد رئيس الحكومة الإثيوبية، أبي أحمد، الذي تربطه برئيس الحكومة السودانية علاقات وثيقة ممتدة لما قبل شغله لمنصبه كرئيس للوزراء في الدولة السودانية .
وهذا الأمر ظهر جلياً في الأشهر الماضية وتحديداً حينما حدث التوافق بين المكون المدني والعسكري في السودان، إذ لعب أبي أحمد دوراً كبيراً في تقارب وجهات النظر بين المكونات السودانية الأمر الذي جعله محبوباً بشكل كبير لدي الشعب السوداني .
وبالرغ من الوساطات الكبيرة التي قام بها أب أحمد إلا أن حالة التجاذب وعدم الوفاق بين المكونات العسكرية والمدنية في المشهد السوداني منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير ما زالت مستمرة في بعض القضايا المهمة .
تقسيم العمل في ملف النهضة
ولا زالت العاصمة المصرية القاهرة تقسّم في الفترة الحالية العمل على ملف سد النهضة بين أكثر من خلية أزمة، تخضع لإشراف مباشر من قبل رئيس الدولة السيسي ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل بحسب ما أشارت مصادر محلية مصرية .
وكل مجموعة من هذه المجموعات تعمل على جزئية معينة من ملف سد النهضة من أجل الحصول على الحلول التي تسعى لها الحكومة المصرية في ظل الضغط الذي تعانيه مصر قبل بدء ملء الخزان من قبل إثيوبيا .
وباتت هناك مجموعة عمل يتمثل دورها الأساسي والرئيسي في كيفية إزاحة عبد الله حمدوك والمجموعة إثيوبية الهوى في الإدارة السودانية، وكذا تقديم أوجه الدعم اللازمة للشقّ العسكري في مجلس السيادة، لترسيخ وتقوية موقفه الشعبي في السودان، بما يمكّنه من الإمساك التام بزمام الأمور هناك، وتقوية موقفه في وجه المعارضة المدنية وبالتالي تحقق الحكومة المصرية طموحها في الحصول على الدعم الأكبر في قضية سد النهضة من قبل الجانب السوداني .