الحلو وعبد الواحد .. متى يحين أوان الانخراط في العملية السلمية؟؟

شهدتْ جوبا مؤخراً ورشة شرح المصفوفة المُحدَثة من اتفاق سلام جوبا السودان نظمتها المفوضية القومية للسلام أمس الأول، كان قد كشف مقرر لجنة الوساطة الجنوبية في سلام جوبا ضيو مطوك أن قادة الكفاح المسلح عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد موجودان في جوبا، وأنهما في انتظار انجلاء الوضع في السودان لتكوين حكومة مدنية والدخول معهما. والمعلوم عن عبدالواحد والحلو من المتمردمين الذين يعتقدون أن الحكومة البائدة مازالت موجودة، ووضعوا شروطاً للتفاوض مع الحكومة ضرورة أن تكون مدنية، والسعي المستمر حالياً من قبل كل الأطراف السياسية المدنية والعسكرية من أجل التوصل لحلول عبر الإطاري، فهل سيلحق عبدالواحد والحلو بهذا الركب من أجل تحقيق السلام؟

اتفق عدد من المراقبين على عدم انضمام عبدالواحد والحلو لركب السلام نسبة لحديثهما الواضح عن عدم الجلوس والتفاهم إلا مع حكومة مدنية خالصة، فيما عزا آخرون عدم لحقهم بركب السلام نسبة لرفعهم شعارات العلمانية التي تتعارض مع الدولة الإسلامية في السودان.

تشابه مواقف

ويقول المحلل السياسي د. محي الدين محمد محي الدين إن قراءة التاريخ تكشف تعاون الحركات المسلحة على مرور التاريخ في فترات الانتقال، وإذا أخذنا أنموذج الحركات الشعبية سنة 1985/ 1986 نجد أنه هنالك تشابه في المواقف وعدم اعتراف من الحركات بالوضع السياسي الراهن، والتشكيك في قدرة حكومة الانتقال على أنها تكون قادرة على إنجاز تسوية واتفاق سياسي، ولذلك رأينا أنهم قد خرجوا على اتفاقية جوبا، وكانوا جزءاً من عملية التفاوض ثم قرروا الخروج عنها .

غير متوقع

وفي السياق ذكر محي الدين أن المقارنة تقود إلى أنه من غير المتوقع أن تتحدد مشاركة هذه الحركات أو حتى توقيع اتفاقية سلام حتى نهاية الفترة الانتقالية، وعزا محي الدين ذلك لعدة أسباب أولها، فيما يتصل بحركة عبدالواحد فيها مشكلات كثيرة أنه دائماً في حالة اعتراض ورفض، وأن حركته فيها انتقسامات وقال “ود أبوك ” الآن متمرد عليه، وهناك تحالفات أخرى ضده، وبالتالي الأوضاع داخل الحركة لا تبشر بأنه سيذهب إلى هذا الاتجاه”. وفيما يتصل بالحركة الشعبية قطاع الشمال لا يتوقع محي الدين أنها توقع سلاماً، لأنها تحظى الآن بمناطق نفوذ، باسطة سيطرتها عليها في منطقة كاودا، وهنالك تفاهمات دولية بينها منظمات دولية لديها القدرة على أنها تكون موجودة دون الدخول في تفاهمات، واتفاقات مع الحكومة وهذا يعطيعها إصرار على أنها إذا لم تحقق مطالبها لن توقع سلاماً، لأن الاشتراط الأساسي لديهم فدرالية موسعة وتطبيق العلمانية، وهذه سيكون فيها خلافات كبيرة، وبالتالي مستبعد تقديم تنازلات أو الأطراف الموجودة في الحكومة التي من الممكن أن تتشكل خلال الفترة، ولا يعتقد أنه من المتوقع أن الحركتين يدخلان في تسوية سياسية حتى وإن تشكلت الحكومة اليوم.

صعوبة

وذكر الأكاديمي والمحلل السياسي عبدالرحمن أبو خريس أن فرص انضمام عبدالواحد والحلو لركب السلام صعبة قليلاً، لأن الحركتين لديهما توجهات صارمة قطعية ولديهما علاقات وجماعات أو تنظيمات في الداخل لديها مواقف قاطعة، ولذلك من الصعب لمثل هذه الحركات التي تتبنى أيديولوجيات معينة في المواقف القطعية أن تأتي في ظل الأوضاع القديمة، لأن الراهن السياسي حتى الآن ليس فيه جديد، بل بالعكس البلد تسير في الأسوأ حتى وضعية السلام لم يتمكنوا جيداً من تحقيق السلام على أرض الواقع، وإنما اتفاقية السلام نجحت في المحاصصات السياسية والحقائب الوزارية، ولم تحقق شيئاً. وأضاف أبو خريس أن سلام جوبا لم يأتِ بشيئ لأن المواطن في دارفور مازال يعاني، كما أن الوضع السياسي في الدولة لاتوجد حكومة منتخبة ثابتة، لذلك هم لا يستطيعوا أن يأتوا في هذه الوضعية، وأن من المهم في انضماهم للسلام أن تأتي حكومة مستقرة تستطيع أن تنتج برامج واضحة ولديها رؤية واضحة في اتفاق السلام، ولكن الآن في ظل الأوضاع الراهنة في تقديره هذا انتحار كما انتحرت الحركات السابقة كالعدل والمساواة وحركة تحرير السودان. الموقف الآن هو موقف كيف ننتج حكومة مستقرة ووضع سياسي مستقر يأتي بحكومة انتقالية وثابتة ومقبولة من قاعدة عريضة، بالإضافة إلى أن تأتي حكومة منتخبة تستطيع أن تنتج برنامج سلام ثابت يحقق مصالح سياسية، وليس حكراً على المحصاصات الوزارية وحقائبها، وإنما يتنزل إلى أرض الواقع إلى أن يعيش المواطن في دارفور، وجنوب النيل الأزرق وجبال النوبة، وأن السلام ينبغي أن يبنى على أرض الواقع.

ليس هنالك إمكانية

وقال المحلل السياسي مجدي عبدالقيوم (كنب) إنه ليس هنالك إمكانية للانضمام في الوقت الراهن لأنهم قالوا لن يتحدوا مع الحكومة المدنية التي رهنوا موقفهم للتفاوض مع حكومة مدنية مركزية، وأشار كنب أن اتفاقيات السلام فيها خلافات مابين القوى المدنية التي تعتقد أن سلام جوبا يحتاج لتعديل، وأن مسألة التمويل والدمج والتسريح فيما يتعلق بتفكيك عمليات النازحين والذي عادة ما تكلمه الأمم المتحدة، وبالتالي الاتفاقية لا يرى أنها مضت في تنفيذ بنودها غير المحصاصات، ولا يعتقد أن مناخاً مثل هذا يلحتقون فيه مع اتفاقية فيها عملية قولين .

لابد من الانخراط..

وأوضح مجدي كنب أنه لابد لهم من الانخراط في اتفاقية سلام غير اتقافية جوبا من أجل تحقيق السلام في السودان الذي هو في الأساس، مرتبط بالعقوبات وانعكاساتها وتداعياتها، وزاد أن هنالك تطورات عالمية أثرت في السودان وهذا لا يعني أن يؤثر في موقفها لأن الأسباب الموضوعية للرفض ما زالت قائمة

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.