الحملة الإعلامية المنظمة ضد الدعم السريع وقائده
(1)
قلنا في مقالينا الفتنة بين الجيش والدعم السريع (1) و(2)، إنّ الجيش مؤسسة قومية وطنية راسخة، قامت منذ قبل الاستقلال، ومرّ عليها قادة عظام، وحافظت على الأرض والعرض السوداني منذ قبل الاستقلال وحتى يومنا هذا، وقلنا إنّ قوات الدعم السريع قوات رديفة للقوات المسلحة أُنشأت بقانون مجاز من الهيئة التشريعية بمجلسيها لتعمل جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة وتحت قيادة القائد العام وإمرة قائدها المباشر وهو الفريق أول محمد حمدان دقلو، وأوكلت لها مهام محددة، لأنها قوات خفيفة الحركة والتسليح، قادرة على الانتشار في كل السودان في وقت وجيز ولا تحتاج في حركتها إلى تعقيدات كثيرة، وقامت بمهامها منذ إنشائها خير قيام، وسجلت انتصارات باهرة في ميدان القتال، واستمرت بهذا المنوال حتى قيام الثورة في ديسمبر 2018م.
وبعد الثورة صار قائدها عضواً في المجلس العسكري الانتقالي، ثم صار نائباً لرئيس المجلس السيادي، وهنا دخلت السياسة وتغيّرت مهامه، والسياسة فيها متقلبات كثيرة وفيها مواقف متباينة، وبدأت تظهر هذه المواقف لما بدأ قائدها يأخذ مواقف تختلف مع بعض القوى السياسية وتتفق مع أخرى، وصار منافساً في السياسة، وله دور في الحكم، وصار يبحث عن هذا الدور ويسعى لأن يكون جزءاً من منظومة الحكم التي تسيطر عليها منذ قبل الاستقلال مجموعة نخب مركزية بتسميات ومسميات مختلفة أدى إلى الحروب الأهلية في السودان حتى يومنا هذا، وظهرت حملات إعلامية ممنهجة ومرتبة ومعلومة، وذلك لشيطنة الدعم السريع وقائده، والمطالبة بدمجه في القوات المسلحة من فئات محددة ليس حرصاً علي تنظيم الجيش، وهذا مطلوب ومتفق عليه، ولكن لأنّ الدعم السريع صار في دست الحكم، ودخل في عش الدبابير، ودخل في مناطق السلطة الممنوع الاقتراب منها، وهنا قامت الحملات الإعلامية التي يقصد منها تشويه صورة الدعم السريع وقائده وهي حملة بدأت منذ مدة!!
أما موضوع دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهل هو فعلاً معني به قوات مسلحة واحدة ذات عقيدة واحدة، ام هو كلمة حق أُريد بها باطل، نتناول ذلك في المقال القادم.
مسار
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.