هل تخطط الصين لغزو تايوان عن طريق إنزال الدبابات من الجو؟
على متن نسخة مطورة من طائرة النقل Y-20، التي يجري تزويدها حالياً بمحرك محلي هو الأول من نوعه، سيكون الجيش الصيني أو ما يُعرف بـ”جيش التحرير الشعبي” قريباً قادراً على نقل دبابات القتال الرئيسية الصينية كاملة الحجم. فكيف يمكن استحضار ذلك باحتمال غزو الصين لـتايوان، وكيف يمكن لذلك أن يمنح بكين خيار الدخول السريع بالقوة للجزيرة؟
ميزات المحرك الجديد لطائرة Y-20 الصينية
لم يُعلَن رسمياً حتى الآن تزويد طائرات Y-20 بمحرك WS-20 الجديد، وذلك حسب تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية، بحسب العديد من التقارير الإخبارية التي وردت في صحيفة Global Times الصينية المدعومة من الحكومة، حيث شُوهِد المحرك الذي يُستخدَم في التحليق بالطائرة.
وذكرت مجلة Aerospace Knowledge ومقرها بكين أنَّ شركة شيآن المحدودة لصناعة الطائرات، التابعة لشركة صناعة الطيران، المُصنِّعة لطائرة Y-20، نشرت صورة أظهرت محركاً توربينياً “ذا نسبة التفافية عالية لم يسبق رؤيتها من قبل”.
ووفقاً للصحيفة، من شأن تزويد طائرة Y-20 بمحرك WS-20 الجديد أن يجعلها تعمل بقدرة دفع أكبر بكثير ووقود أقل، فضلاً عن القدرة على الهبوط والإقلاع على مدارج أقصر. ومن المؤكد أنَّ القدرة على العمل في ظروف أكثر قسوة تزيد السيناريوهات التكتيكية التي يمكن أن تساعد طائرة Y-20 فيها على نشر القوات والمعدات والإمدادات والأسلحة، بل وحتى المنصات الكبيرة مثل الدبابات.
كيف يمكن للصين نقل الدبابات بواسطة هذه الطائرة؟
ومن شأن القدرة على نقل دبابة القتال الرئيسية من طراز Type T99 أن يكون مهماً للغاية لأي شكل من أشكال المجهود الحربي البري، خصوصاً أنَّه يتعين نشر دبابات الجيش الأمريكي من طراز M1Abrams (إم1 أبرامز) في الخارج عن طريق البحر.
ويؤدي النقل الجوي للدبابات الضخمة إلى تقليص الإطارات الزمنية للهجمات، ومن شأنه أن يُمكِّن قوة ميكانيكية ثقيلة من توجيه الضربات بجدول زمني مختلف كثيراً.
وتفيد صحيفة Global Times بأنَّه “باستخدام المحركات المُصنَّعة محلياً، يمكن لطائرة Y-20 أن تصبح قادرة على خوض الرحلات طويلة المدى أو العابرة للقارات أثناء حملها معدات ثقيلة مثل دبابات القتال الرئيسية دون توقف في مطار ترانزيت لإعادة التزود بالوقود”.
ويستند تركيز الجيش الأمريكي الهائل على إمكانات انتشار قدرات الرد السريع في جزء كبير منه على الحقيقة اللوجستية، التي تفيد بأنَّ المركبات الميكانيكية الثقيلة مثل دبابات أبرامز ببساطة لا يمكن نقلها جواً.
هل يكون إسقاط الدبابات جواً جزءاً من خطة الصين لغزو تايوان؟
وتساعد هذه الظروف على توضيح السبب الذي يدفع الجيش الأمريكي لإسراع الخطى نحو الحصول على دبابة خفيفة يمكن إسقاطها جواً ضمن برنامج “القوة النارية المحمية المتنقلة” (Mobile Protected Firepower). ففي حال وُجِدَت تهديدات كبرى أو أصبحت هناك حاجة ملحة لحرب برية واسعة النطاق، سيكون إحضار قوات مدرعة للمعركة أولوية فورية.
يؤدي هذا التطور إلى استحضار تايوان في الذهن على الفور، نظراً إلى أنَّ القدرة على النشر الجوي لدبابات Type T99 الصينية يمكن أن يمنح القوات الصينية المُهاجِمة خيار الدخول السريع بالقوة، وربما تكون متبوعة بصورة قريبة، أو مصحوبة، بنوع من الهجوم البرمائي.
وبطبيعة الحال، يمكن لطائرة النقل الحاملة للدبابات والمنتقلة من البر الرئيسي للصين إلى تايوان أن تسافر بشكل أسرع بكثير وأقل لفتاً للأنظار من السفن الناقلة للدبابات. بل وقد يكون هذا، وهو أمر محتمل جداً، جزءاً من السبب الذي جعل الولايات المتحدة تتحرك لبيع دبابات أبرامز لتايوان، فهي طريقة واضحة لتمكين وجود دفاع مدرع ضخم ضد أي غزو صيني محتمل.
فلربما يعيق، أو يبطئ، وجود دبابات أبرامز على جزيرة تايوان أي غزو بري صيني لفترة طويلة بما يكفي لإتاحة الوقت لتدخل الجيش الأمريكي.
هل تستطيع أمريكا منع الصين من غزو تايوان؟
يقول تقرير سابق نشر في مجلة The National Interest الأمريكية، إن الأمر لن يستغرق وقتاً طويلاً، حتى تدرك الولايات المتحدة أن مثل هذه الحرب ستكون أمراً سيئاً لها، فقد أظهرت مناورات الحرب الأخيرة التي أجراها البنتاغون ومؤسسة RAND، أن صداماً عسكرياً بين الولايات المتحدة والصين، خاصة حول قضية تايوان، من المرجح أن يؤدي إلى هزيمة الولايات المتحدة.
وفي محاكاة للحرب بين الولايات المتحدة والصين، قال المحلل في مؤسسة RAND ديفيد أوشمانك، “بصراحة إن أمريكا ضربت على مؤخرتها”.
وأوضح أوشمانيك أنه إذا حشدت الصين كل قدارتها للاستيلاء على تايوان، فيمكنها أن تحقق هدفها “في فترة زمنية محدودة، تُقاس بالأيام إلى الأسابيع”.
وقال إن السبب هو أنه ليس “فقط لأنهم سيهاجمون القواعد الجوية في المنطقة، سوف يهاجمون حاملات الطائرات في البحر… سوف يهاجمون مستشعرات أمريكا في الفضاء، وسوف يهاجمون روابط اتصالاتها التي تمر إلى حد كبير عبر الفضاء”.
تعلق المجلة قائلة “ربما تقلل المناورات وألعاب الحرب وعمليات المحاكاة من قدرة أمريكا على الهجوم المضاد أو المبالغة في تقدير قدرة الصين على تنفيذ العمليات العسكرية. ربما تستطيع أمريكا في النهاية صدّ هجوم الصين على تايوان، لكن مثل هذا “الانتصار” سيكون له ثمن باهظ بشكل مذهل للبلد.