الرسائل.. للبرهان وفولكر

:: الزميلة العزيزة لينا يعقوب، بقناة العربية، تسأل الحاكم العام فولكر : (هل سيتم التوقيع على الاتفاق السياسي في الأول من مارس؟)، فيبتلع فولكر ريقه، ثم يقول بلا حياء : (التواريخ ليست مقدسة في السودان)، و هكذا أصبح السودان شماعة يعلق عليها فولكر فشله.. فالشاهد من وضع الجدول الزمني لمراحل العملية السياسية ليس السودان، بل فولكر و أحزابه الثلاثة..!!

:: وهذه ليست المرة الأولى، بل قبل خمسة أسابيع، فيما كان يتساجل رئيس السيادي و نائبه ، حول دمج الدعم السريع في الجيش، أعلن فولكر، وليس السودان، عن موعد تشكيل الحكومة قائلاً : ( تشكيل الحكومة سيكون قبل رمضان ).. وعندما أخلف وعده، وليس وعد السودان، كتبت بما يؤكد أن فولكر يهز ثقة أهل السودان في ( مواعيد الخواجات)..!!

:: وكما ذكرت في تلك الزاوية، فولكر ليس حُراً ليفعل ما يشاء وقتما يشاء، كما يتوهم النشطاء الذين يحيطون به – كالحجل بالرجل – ليستقوا به، بمظان أنه قادر على كل شئ ، وهذا ظن خاطئ و( وهم ).. وأن تشكيل الحكومة شأن سوداني، وتسبقه إجراءات يعلمها فولكر، ومنها إكتمال العملية السياسية بالتوقيع على الاعلان السياسي ..!!

:: وهكذا حال الاتفاق السياسي.. فولكر و النشطاء هم من حددوا تواريخ كل مراحل العملية السياسية، بما فيها تاريخ التوقيع على الاتفاق السياسي، ولايملكون سلطة تنفيذ المراحل في موعدها.. فالتهريج والثرثرة و إطلاق المواعيد من حقوق الجميع، بمن فيهم فولكر و أحزابه، ولكنهم لايملكون سلطة تحويل أقوالهم إلى أفعال ..!!

:: فالإعلان السياسي جاهز للتوقيع منذ أكثر من شهر، ومتفق عليه بين المركزي والكتلة الديمقراطية، ولا ينقصه غير التوقيع، ولكن العقبة هي اختيار الأطراف الموقعة و معيار الإختيار .. كان يجب أن يتم اختيار القوى الموقعة بمعايير سياسية عادلة، ليتم التوقيع قبل شهر و لكن أحزاب فولكر الثلاثة تسعى للعب دور ( السيد) على كل القوى، بما فيها قوى الكتلة الديمقراطية..!!

:: وعليه؛ ما لم تكتمل العملية السياسية بالتمثيل العادل للأطرف، وهو التمثيل المتكئ على معايير عادلة، فان المواعيد الزمنية الصادرة عن فولكر و أحزابه الثلاثة، ومنها موعد التوقيع على الاتفاق السياسي ( 1 مارس)، وموعد تشكيل الحكومة (11 ابريل)، و غيرها من المواعيد، ما هي إلا مواعيد عرقوب .. أما لو نفذ فولكر والبرهان والنشطاء جدولهم بمعزل عن القوى المقاطعة، فهذا ( حدث آخر)، ولكل حدث حديث ..!!

:: وما حدث بالامس، في الورشة المسماة بالإصلاح العسكري، رسالة للبرهان قبل فولكر والنشطاء.. نعم، رفض الجيش لخط سير الورشة و إنسحابه منها، رسلة في بريد البرهان قبل الأخرين..وموقف الجيش في كل القضايا – بما فيها قضية دمج الدعم السريع – واضحة كالشمس في كبد السماء..فالجيش لن يقبل بجيوش موازية لفترة تزيد عن ( 3 سنوات)، و ليس ( 10 سنوات)، كما يحلم فولكر و أحزابه الثلاثة..!!

:: ثم ان الجيش لن يقبل بحكومة قاعدتها ضعيفة ومهددة للأمن القومي، أو كما قال العطا في رسالة واضحة بالتلفزيون، ولن يحمي الجيش دستوراً صاغه (10 أنفار)، كما قال كباشي في رسالة واضحة أخرى بالدلنج..أما الرسالة الأكثر وضوحاً، فقد كانت هي تلك المقاعد الفارغة بقاعة الصداقة .. وليس للبرهان خيار غير استلام و استيعاب هذه الرسائل، حتى لا تكون الرسالة الرابعة ( خلاص، استلمنا يا ريس)، أو كما قال سيادته للبشير!!!

الطاهر ساتي

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.