السجال بين مناوي وإبراهيم الشيخ


:: سجال الأمس، بين مني أركو مناوي و إبراهيم الشيخ، يكشف (العقبة) التي يجب تجاوزها بوعي ومسؤولية، وهي عقبة تحديد معايير أطراف العملية السياسية.. و من بدأ السجال هو الشيخ، بحيث زعم بأن القائمة التي طالب بإدراجها مناوي في العملية السياسية لم يغب عنها إلا عمر البشير، فرد عليه مناوي بأنه لا يمانع في إدراج الشريك التجاري للشيخ -و يقصد البشير – في القائمة لو برأته المحاكم الوطنية والدولية من جرائم عهده..!!

:: والسجال يكشف الفرق بين (السياسي والناشط).. فالشاهد أن إبراهيم الشيخ – مثل كل النشطاء – يطلق على كل الأحزاب الرافضة للاتفاق الإطاري لقب (كيزان و فلول)، بما فيها الأحزاب التي تطالب الكتلة الديمقراطية بإدراجها في العملية السياسية، وهي الأحزاب التي ليس من بينها مصنع الكيزان و منبع الفلول (المؤتمر الشعبي).. نعم، شيوخ الشعبي ( ليسو كيزاناً ولا فلولاً)، حسب معايير زعيم النشطاء إبراهيم الشيخ..!!

:: و بالمناسبة، أخطأ غندور ونافع و علي كرتي بعدم إصدار بيان داعم للاتفاق الإطاري، ولو فعلوا ذلك لكان المؤتمر الوطني اليوم من القوى الثورية المدنية الديمقراطية المتحالفة مع أحزاب فولكر ضد كل الأحزاب السودانية، بما فيها أحزاب الكتلة الديمقراطية والتغيير الجذري.. لقد أعمى حب السلطة بصائرهم لحد عجزهم عقولهم عن وضع معايير منطقية لتحالفاتهم و مواقفهم السياسية..!!

:: كان على إبراهيم الشيخ أن يكون موضوعياً في رفض قائمة مناوي، و توضيح أسباب الرفض مع ذكر المعايير السياسية المطلوبة، ولم يفعل ذلك حتى لا يحرج فلول تحالفه و(حماتهم)..ومنعاً للإحراج لجأ إلى ما يمكن وصفها (حيلة العاجز)، أي وصف القائمة بالفلول، بحيث لم يغب عنهم إلا عمر البشير، أو كما قال، و هي أسطوانة مشروخة، و لم تعد تطرب حتى القطيع، ناهيك عن الرأي العام المشبع بالوعي..!!

:: و ليس بعيداً عن موقف إبراهيم الشيخ، نقرأ موقف ياسر عرمان، بحيث يقول : (أطراف العملية تم تحديدها من العسكريين ومن المدنيين، وهي كافية للانتقال الديمقراطي)، فتأملوا كيفية استخدام عرمان لمصطلح المدنيين، بمظان أنه يخاطب شعباً بلا عقل.. فالنشطاء بأحزاب فولكر الثلاثة هم من يلقبهم عرمان بالمدنيين، وهم الذين حددوا أطراف العملية السياسية بالاتفاق مع العساكر، وكأن الشعب انتخبهم ليحددوا..!!

:: وعليه، ليس هناك أي مخرج للخروج من هذا المأزق السياسي غير الامتثال لمعايير سياسية عادلة، بحيث بها يتم اختيار أطراف العملية السياسية.. إما أن تكون هي قوى الثورة و التغيير فقط، أو كل القوى ما عدا المؤتمر الوطني، و ليس هناك أي معيار آخر.. هكذا الحقيقة التي يرفضها من يلعقون بوت الدعم السريع (ليلاً)، ثم يصبحون ليصفوا خصومهم بلاعقي البوت، وكأن بوت الليالي (مديدة إللت حلبي)..!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.