السفير الأمريكي يتدخل حتى في مسار علاقات السودان بالدول الاخري

إن الذي يقوم به السفير الأمريكي في السودان هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية للدولة، ومن صميم مهام رئيس الدولة، أو من ينوب عنه، فهل أصبح السفير الأمريكي رئيساً للسودان؟! فهو يجتمع مع حكام الأقاليم، ويلتقي برعايا الدولة، ويتحدث عن قضايا التنمية والاستقرار والجامعات وتعين السفراء وغيرها من أعمال الحاكم!

إن هذا التدخل لا يحدث في دولة محترمة تدعي الاستقلالية، ولكنه يحدث في السودان رغم أنف إرادة الشعب ورغم أنف القوانين الدولية المدعاة، والتي تمنع السفراء من التدخل بأي شكل من الأشكال في الشؤون الداخلية للبلد المضيف، فقد جاء في المادة (41-1) من اتفاقية فينّا للعلاقات الدبلوماسية ما يلي: (دون الإخلال بالمزايا والحصانات المقررة لهم، على الأشخاص الذين يستفيدون من هذه المزايا والحصانات واجب احترام قوانين ولوائح الدولة المعتمد لديها، كما أن عليهم واجب عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدولة).

إن الغرب (أمريكا وأوروبا) وسفراءهم في السودان لا يعتبرون السودان دولة مستقلة ذات سيادة، لذلك فهي مستباحة لكل السفراء، إذ يتدخلون في أدق التفاصيل في شؤونها، ولا يجرؤ حكام السودان السابقون والحاليون على منعهم ولو بشطر كلمة، فلو أن في السودان حكومة ذات سيادة على الوطن لما تجرأ سفير دولة من الدول الاستعمارية أو رعاياهم أن يدخلوا إلى بلادنا إلا بإذن من الرئيس وفي حدود المسموح به.

إن على أهل السودان وغيرهم من بلاد المسلمين، أن يعملوا لإيجاد دولة ذات سيادة عبر الانتخابات ، التي تحقق لهم السيادة الحقيقية على بلادهم، وتقطع يد المستعمر، بل لن تكون لأمريكا ولا لبريطانيا وكل الدول الطامعة في بلاد المسلمين سفارة ولا سفير فيها الا سفير لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدولة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.